وطبعا على عادة الذين يستقيلون, أو يوحى لهم بالاستقالة في الديمقراطيات الكبرى, يعزى السبب إلى التعب اللعين والشوق الممض للعائلة التي تحملت غياب الرجل الفادح طيلة سنوات السلطة.
نائب رامسفيلد والمستشار السياسي في وزارة الدفاع, المحافظ الجديد, الليكودي ابن الليكودي, صديق أمير الظلام ريتشارد بيرل, لحق به وبنائب وزير الدفاع للشؤون المالية, الحاخام المكرّس دوف زاخم..واستقال.
المنظرون الثلاثة للحرب الاستباقية, وللحرب الأفغانية والعراقية والشرق الأوسط الأكبر والجديد, الذين اعدوا الوثيقة الشهيرة المسماة بمعكوس مبتغاها )الصفقة النظيفة) عام ,6996 التي أوصت بالإطاحة بصدام حسين كخطوة أولى لترسيم الشرق الأوسط حسب الخارطة الإسرائيلية زحطوا, وبقي الرابع كي ينهار )الدست) وينسال المرق المتعصب, وأقصد وولفويتز.., لكن الطبخة لن تحترق.
لماذا?. لأن الثلاثة الكبار, أقانيم الإدارة الأميركية, ما يزالون يسيرون بإيحاءات ربانية, ويحاولون المشي على ماء المحيطات وبحر العرب والأبيض المتوسط, وهم جورج بوش الابن وتابعه ديك تشيني والمتغطرس الامبراطوري دونالد رامسفيلد, تلحق بهم سليلة الكنيسة المشيخانية كونداليزا رايس, لا احتراماً لومضة شيخنا ابن عربي بأن (المكان إن لم يؤنث لا يعوّل عليه) بل لأن تاء التأنيث في الإدارة الأميركية محافظة وجديدة..خلنج.
الثلاثة الكبار أطاحوا بأتباعهم واحداً اثر واحدٍ, بعد فشل التخطيط لما بعد اجتياح العراق, وكل إخفاق يحتاج في الديمقراطيات الكبرى إلى رأس يتدحرج, لكن ليس على طريقة روبسبير ومقصلة سانت دنيس في ثورة الجمهورية الفرنسية, بل على (الغريل) الأمريكي ذي النار الهادئة.
هكذا غادر الحاخام زاخم, ثم بيرل, والآن المحامي الليكودي, ممثل الصناعة العسكرية الإسرائيلية, الذي غضب من )تنازلات) نتانياهو ذات يوم?!.
يقول الجنرال تومي فرانكس في مذكراته ( فيث رجل نظريات, غالباً ما تكون أفكاره غير قابلة للتطبيق عملياً). سامحه الله, إذا كانت أفكار دوغلاس غير عملانية وحلّ ما حلّ بالعراق وأفغانستان, فكيف إذا كانت قابلة للتطبيق?!.
في كل الأحوال, ها هو محافظ جديد يترك مكانه, لكن المكان سيحتله واحد من فصيلة فيث. ولا تناموا ابدا ًعلى حرير أو صوف أو كتّان اللوبي العربي أو..الحكومات العربية.