تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أحقا هم متورطون ?!

قضاياالثورة
الأربعاء 2/2/ 2005م
أحمد حمادة

من المفارقات المثيرة للسخرية أن يعترف تقرير رسمي إسرائيلي (قيل إنه الأول من نوعه) بأن كافة المؤسسات الرسمية والوزارات الإسرائيلية متورطة خلال العقد الأخير بإقامة البؤر الاستيطانية العشوائية في الأراضي العربية المحتلة ,

وأن المسؤولين الإسرائيليين- على اختلاف انتماءاتهم السياسية- قاموا بتمويل أكثر من 125 مستوطنة متجاهلين خرق المستوطنين لما يسمى بقانون التخطيط والبناء وترخيص الأراضي .‏

ووجه المفارقة هنا ليس بفحوى التقرير الذي يؤكد الوقائع التي يعرفها القاصي والداني في العالم كله حول طبيعة إسرائيل التوسعية والاستيطانية بل بجوهر الاعتراف الذي يسوقه التقرير حول تورط الوزارات والوزراء وكل المؤسسات الرسمية بسرقة الأراضي العربية وبناء المستوطنات فوقها, فإذا لم يكن هؤلاء الذين يمثلون الكيان الإسرائيلي ويسنون قوانينه الجائرة ويتربعون على عروش إدارته الفاسدة هم من موّلوا الاستيطان وسرقوا الأرض ,فمن الذي فعل ذلك?‏

ومن هو الذي شجع المستوطنين على تطرفهم وعنصريتهم ?!.‏

أليست الوزارات الإسرائيلية والوزراء الإسرائيليون هم الذين ينفذون فكرة اغتصاب المزيد من الأراضي العربية ويتبنون مخططات الترانسفير أو الطرد الجماعي للفلسطينيين ويشرعون في بناء المزيد من المستوطنات وتسمين القائمة منها?!‏

أليست مؤسسات الكيان الإسرائيلي ودوائره الرسمية هي التي تشرعن للمستوطنين المتطرفين أْعمالهم الإجرامية بحق العرب وتحثهم على ممارسة القتل والتدمير وارتكاب المجازر بكل أشكالها العنصرية?!‏

بالتأكيد هي كذلك ولهذه الأسباب فإن ما يدعو للسخرية أن يذهب التقرير الإسرائيلي المذكور إلى ما ذهب إليه وكأن شيئا جديدا قد قيل أو أن سرا كبيرا قد فضح, أو ربما كان العالم يظن أن من يقوم بسرقة الأراضي وبناء المستوطنات هم إسرائيليون لا ترضى الحكومة عنهم أو لا تعرفهم أو أنها بأحسن الأحوال لم تعلم بتجاوزاتهم للقوانين الإسرائيلية المزعومة !!.‏

إنها إسرائيل بوزرائها ومستوطنيها وبوزاراتها ومؤسساتها وبعنصريتها وقوانينها الجائرة وكراهيتها للسلام وبعدها عنه, بكل هذا تواصل استيطانها للأراضي العربية وترفض تفكيك المستوطنات وترحيل سكانها كما تطالبها الشرعية الدولية, وهي بكل هذا النسيج العنصري تقلب الحقائق فتجعل المقاومة إرهابا والإرهاب مقاومة وتسوغ انتهاكاتها لحقوق الإنسان وترفض عودة اللاجئين إلى ديارهم وتبني جدار العنصرية وتستمر في عدوانها على الشعب الفلسطيني .‏

ahmadh @ ureach.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد حمادة
أحمد حمادة

القراءات: 11511
القراءات: 857
القراءات: 908
القراءات: 837
القراءات: 941
القراءات: 859
القراءات: 855
القراءات: 873
القراءات: 982
القراءات: 883
القراءات: 857
القراءات: 847
القراءات: 881
القراءات: 892
القراءات: 965
القراءات: 921
القراءات: 1098
القراءات: 899
القراءات: 860
القراءات: 890
القراءات: 874
القراءات: 978
القراءات: 988
القراءات: 901
القراءات: 947
القراءات: 1006

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية