وسحق تجمعاتهم وقادتهم في ميادين الشرف والبطولة, وتزامنا مع عودة الأمن والأمان للكثير من المناطق التي تم تطهيرها من رجس الخونة المارقين أذرع الشياطين وأذيالهم الرخيصة, تبدأ مرحلة جديدة من المواجهة والتحدي في بسط الطمأنينة وعودة أبناء الوطن الذين فروا من بطش الإرهابيين إلى منازلهم ومناطقهم وبيوتهم لتعود عجلة الحياة للدوران من جديد .
التحدي كما يفهمه السوريون، سمو فوق الجراح النازفة وعزم على خوض معركة البناء والإعمار بذات الروح والعزيمة التي واجهنا فيها خيوط المؤامرة الكونية التي استهدفت بلادنا وبذات الشجاعة التي ميزت السوريين في مختلف الميادين وهم يقدمون الأمثولة والنموذج في إسقاط الرهانات على هذا الشعب الذي قدم التضحيات الجسيمة من أجل أن تبقى راية سورية عالية خفاقة في سماء الكون, ومن أجل أن يحافظ أبناء الوطن على وحدة المصير والهدف والتراب والتطلعات .
وبذات الوقت لابد أن يواكب عملية الإعمار الإصرار على محاربة الفاسدين والمحتكرين وفضحهم فلم يعد هناك متسع للتراخي والتكاسل خاصة مع كثرة التحديات وتنوع أساليب الالتفاف على مكاسب الناس وظهور طبقة قذرة من تجار الأزمات الذين تعددت لديهم أساليب الاستغلال والاحتكار واقتناص الفرص طلبا للثراء على حساب الناس ومصالحهم وقوت يومهم, هؤلاء في سلوكهم المنبوذ أخلاقيا واجتماعيا ووطنيا لا يختلفون عن حملة السلاح في وجه هذا الشعب العظيم, وبالتالي فإن كشفهم ومعاقبتهم يشكل ضرورة تقتضيها مصلحة البلاد والعباد, ويتطلب من الجميع الحيطة والحذر خشية أن يلحقهم الضرر .
كذلك لابد من التنويه وشعبنا العظيم يدخل هذه الأيام الأسبوع الأخير من شهر رمضان المبارك بأن نتوجه إلى كافة الشرفاء في وطننا الغالي أن يرصوا الصفوف ويزيدوا من عزيمتهم في الصمود والتحدي تكريما لأرواح الشهداء الذين سقطوا فوق تراب الوطن ليكتبوا مجد سورية وعزتها وكرامتها ومستقبلها المتوج بالنصر الأكيد .
ندعوهم لتكريس قيم المحبة والغيرية والوطنية والتعاضد والتكاتف الوطني فيكونوا عونا لرجال الوطن الساهرين لتحقيق أمنهم وأمانهم في كشف المجرمين وداعميهم وحاضنيهم, والوعي الذي صار ميزة يفاخر بها السوريون شعوب الأرض, وبالمقابل هي فرصة لدعوة الحكومة وكافة أجهزتها للوقوف إلى جانب الناس والتواصل معهم من أجل أن يطمأن الجميع أننا في وطن من حقه أن يعيش بسلام.