هكذا فعل الغرب واستكملت أميركا صناعة الجرح الفلسطيني النازف في الجسد العربي, حين اقتطعوا جزءاَ من القلب فشردوا أهله, وجمعوا فيه أشتاتاً من بشر, وزودوه بكل وسائل القهر, وأدوات التدمير والتوسع, ثم أسموه دولة بنص قرار تكالبت في صوغه جملة من القوى ونزعات الشر.
ستون عاماَ ولايزال الجرح مفتوحاً ينزف, ولايزال المبضع في اليد الأميركية يعمل في الجرح توسيعاً وتعميقاً, من يد بلفور الى يد بوش, تتجدد نكبة فلسطين في الجسد العربي صباح مساء, ودون أي أفق لعلاج او التئام سوى دموع التماسيح إياها, وحبل من التفاوض لا ينتهي, مجدول بالنفاق والدجل السياسي عينه, صنع فيه بلفور أول العقد, وهاهو بوش يضيف غداً أو بعد غد عقد ة إضافية الى السلسلة.
غير أن محيطاً عربياً هشاً أغلب السنوات الستين للنكبة, ضعيفاً ورخواً ومشتتاً, لايجتمع على كلمة سواء إلا ماندر, تتناهبه نوازع القطرية والولاءات الخارجية, وتتموّت فيه خصال الاجتماع والوحدة والقوة, ساهم ولايزال يساهم في بقاء الجرح جرحاً, وفي تمكين كل من هبَّ ودبَّ من مستوطنين وغزاة ومدعي سلام ليغمس إصبعه في عمق الجرح فيعمقه أو يزيد النزف.
ذكرى النكبة ليست كرنفالاً لاجترار الألم, فالألم مقيم ماأقام الاحتلال في فلسطين, ولاهي دقيقة صمت على تاريخ انقضى, فالتاريخ مستمر وقد بلغ العراق, بل هي مناسبة للصحو وإعادة قراءة صحيحة لنص جرى تزويره طويلاً, فهل يصحح بعض العرب القراءة??