| الخبز.... في حمص! اقتصاديات فالرغيف خط احمر ليس في عدم المساس به لا وفرة ولا سعراً بل ايضا ايصاله الى المواطنين بيسر وسهولة ودون تزاحم او تدافع او انتظار طويل...! من هذا المنطلق يتم التفكير في محافظة حمص وعلى أعلى المستويات بطريقة يقولون او يعتقدون انها ستحقق ذلك ,وهي طريقة غير مسبوقة - على حد ما أعلم - في أية مدينة او بلد في العالم وهذه الطريقة تتلخص بفصل مراكز الانتاج عن البيع....! بمعنى انه سيتم حظر بيع الخبز في الافران مباشرة بل من قبل مراكز بيع معتمدة في الاحياء تكون صلة الوصل بين الافران المنتجة والمستهلكين..!! كما سبق وقلت: من حق اي احد ان يفكر ويبادر لكن لا يجوز التجربة في موضوع حساس كالرغيف وليسمح لنا السادة اصحاب هذه الفكرة في حمص بإبداء بعض التساؤلات التي لا بد أنها طرحت وتمت الاجابة على بعضها , لكن لا يعني هذا عدم امكانية التذكير بها, ومنها مثلا: كيف ستتم تغطية التكاليف الاضافية الناجمة عن اضافة حلقة وسيطة بين الافران والمستهلكين والمتمثلة بالمعتمدين ?! وايصال الخبز الى هؤلاء المعتمدين يحتاج الى تكاليف تتمثل بوسائل نقل وتحميل وتنزيل وارباح للمعتمدين ?!.... ام سيتم ذلك على حساب وزن ربطة الخبز مثلا?! الا يعتقد السادة المعنيون ان نوعية الخبز ستتأثر من خلال ملء الاكياس وتحميلها وافراغها وتكديسها?! من أو ما الذي يضمن عدم قيام المعتمدين بالتلاعب بالرغيف وزنا او تهريبا او غير ذلك?! ثم ألايتطلب ايجاد معتمدين ضرورة مراقبتهم اضافة الى مراقبة الأفران حتى لايتم التلاعب? وهذا يضيف اعباء جديدة قد لا تحتملها دوائر حماية المستهلك . من الذي يمكن ان يتحمل مسؤولية سوء الصنع او الوزن ?! الافران ام المعتمدون , وهنا اعتقد ان كل جهة سترمي بكرة المسؤولية على الاخرى. لقد دافع احد المسؤولين في محافظة حمص عن الفكرة , بان طرح تساؤلاً يسوغ فصل مراكز الانتاج »الافران« عن مراكز البيع»المعتمدين« وهو: هل نشتري السكر من معمل السكر أم من البقاليات?! بالطبع السؤال غير منطقي لأننا نستهلك كأسرة عدة كيلو غرامات من السكر في الشهر بينما نستهلك عدة ربطات خبز في اليوم , وفي أي بلد معامل السكر محدودة , معملان او ثلاثة بينما في كل حي مخبزان او ثلاثة?! على أي حال اذا كانت محافظة حمص تصر على هذه التجربة فإننا نرجو لها النجاح الاكيد وكما كانت هذه المحافظة سباقة في التخفيف على المواطن في قضايا ادارية نرجو ان تكون سباقة ايضا في هذا المجال لكننا نتمنى عدم التجريب إذا لم نكن واثقين تماما من النجاح ولهذه الغاية اقترح البدء في حي واحد يمكن الانتقال بعده الى حي اخر واخر في حال نجاح التجربة. ولا بأس من التراجع ان زادت المسألة تعقيدا فالخبز خط احمر في عدم المساس به وفي توفيره وفي سعره وفي نوعيته...
|
|