والذي لم يعد كمثله مصنع في العالم , فالبيتسبورغ نموذج مُُنَسَّقٌ منذ العام / 1974 / ولكنه لايزال عندنا يشتغل غصباً عنه , بطريقةٍ صارت جدُّ متخلفة , وعلينا أنْ نُسارع أكثر في التخلُّص منه كي لايسبقنا ( غينيس ) ويورطنا في وضع مثل هذا التميُّز في موسوعته.
»الثورة « اهتمت بهذا الموضوع , فقد سبق ونشرت مقارنة بين الصنفين , أظهرت فروقات كبيرة ومثيرة لصالح الفلوت , إن كان لجهة الطاقة الإنتاجية الأضخم , أم لدقة وتنوع الإنتاج , أم لجهة توفير الوقود , فحثَّتْ اللجنة الاقتصادية على إحياء هذا المشروع , وقد أحيته فعلاً ووافقت عليه , ولم تمضِ ثلاثة أيام حتى وافق السيد رئيس مجلس الوزراء على ذلك , وأحال الملف إلى وزارة الصناعة لاتخاذ إجراءات التنفيذ , باعتباره مشروعاً وُصفَ بأنه من المشاريع الإستراتيجية .
الغريب في الأمر , أنّ هذا المشروع الذي لم يستغرق أكثر من ثلاثة أيام بين اللجنة الاقتصادية ورئاسة الحكومة , التي أصدرت موافقتها في 28/2/2008 يكاد أنْ يضيع الآن - بعد نحو شهرين ونصف - في دهاليز الجهات الصناعية , التي نامت على هذا الموضوع , ولم تُحرك به ساكناً , رغم أن العقد جاهز ومُوقَّع مع الصين و بشروط مشجعة , كما أنّ الكفالة النهائية مدفوعة وفي كل يوم تأخير فإنّ الخسائر لاتقل عن مليوني ليرة سورية , حسب دراسات الجدوى , فضلاً عما يمكن أن يرتبه هذا التأخير على تلك الكفالة ..!
الحكومة كان قلبها على وزارة الصناعة , والمؤسسة الكيميائية , وشركة الزجاج , فأنجزت سريعاً ماكان عليها , غير أنَّ قلب الجهة التي تتهاون في هذا المشروع فإنه على حجر , سواء كانت الوزارة أم المؤسسة أم الشركة , ومانخشاه ألا يكون الأمر مجرد كسلٍ وقلة متابعة أكثر مما هو شكلٌ ابتزازي مأمول ..!
لن نتهم أحداً , غير أن العرقلة محصورة في هذه الجهات الثلاث , فليس هناك أيُّ مسوغ لمزيد من المماطلة .