تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رماد العقم..

من داخل الهامش
الاثنين 18-11-2013
 ديب علي حسن

ماذا لو رفعت الغطاء قليلاً.. ماذا لو سحبت ستارة كانت تخفي وراءها الكثير الكثير.. هل تتوقع ذات يوم أن تبحث في سير وسلوك مبدعٍٍ ما، أن تسأل عما يجري في عالم الثقافة، عوالم المثقفين المبدعين..

هل هو صاف نقي كعين الديك..؟ أحقاً هم أشخاص النقاء ديدنهم..؟ ماالذي يجري في جلساتهم حضوراً وغياباً.. هل يقدرون بعضهم بعضاً.. لماذا يحاولون أن يظهروا على غير ماهم عليه.. أسئلة كثيرة حاولنا الإجابة عليها لكن الذي طرح السؤال على الآخرين يبدو(أنه/أنهم) لم يقدمه بالصيغة التي يجب أن يقدم بها.. ولهذا سترى في هذا الملف إجابات ربما متناقضة.. ولكن لابأس أليس هذا جزءاً مما نبحث عنه..؟!‏

في كواليس الثقافة والإبداع متناقضات إلى حد الفجيعة، قديماً كانوا يقولون إذا ارتكب أحدهم عملاً مالايعجب الآخرين وكان متعلماً، أي حامل شهادات كانوا يقولون: لاعتب على الجاهل إذا كان المتعلم يفعل ذلك..أما اليوم فقد تغيرت الصيغة تماماً وصرنا نقول: فلان مثقف لاتعتبوا عليه.. كرس الواقع غير السار للثقافة والمثقفين-بعضهم- صورة سلبية جداً في سلوكهم، تصرفاتهم، أهوائهم علاقاتهم، توجهاتهم، أول هذه الانكسارات أن العامة من الناس رأت كيف تهشمت صورة هذا الذي كان ينظّر ويتحدث بالقيم والمبادىء وأمام أول امتحان أو إغراء مادي أو.. تغير أو ربما عاد إلى طينته الأولى التي حاول إخفاءها لحين قبض الثمن.. الحرب العاصفة التي تشن على سورية عرّت قسماً كبيراً من هؤلاء وأسقطت آخر أوراق التوت عن الكثيرين من الأدعياء الذين صنعناهم وقدمناهم على أنهم قدوة حقيقية..‏

في كواليس هؤلاء الكثير مما يروى وينقل، بعضه يعيش في خجل، وبعضه الآخر يدل على السمّو والرقي.. في عالم هؤلاء في جلساتهم وأحاديثهم تقع على منجم من الغيبة والنميمة، شاعر يجلس مع زملاء له على ضفة نهر في مقصف جميل، يدعوهم للاحتفاء بديوانه الجديد، وبعد أن يوقع لهم النسخ ويمشي يلقون بها في ماء النهر، وهم الذين كانوا قبل دقائق على مائدته، يمجدون إبداعه، يشيرون إلى أنه الحدث الأفضل هذا العام..‏

موسيقي يعمل على تشويه سمعة آخر، ويشيع أنه مجرد ناقل وسارق، وحين يلتقيه قبلات وعناق.. نفاق يكاد يفقدك الإيمان بكل شيء..‏

ولكن مهلاً أليس ثمة إضاءات أخرى في هذه الكواليس..؟! نعم... ولكن بين المبدعين الحقيقيين الذين أثروا حياتنا ليس بالنميمة، ولا الغيبة إنما من خلال تفاعل وقبول الآخر والحوار معه، اختلاف لايفسد شيئاً أبداً، بل يثري الحياة الثقافية والفكرية، فكانت المعارك الأدبية، الحجة تقارع بحجة، والرأي برأي، فريقان ساحة حربهما الورق والكتب والأندية وكلاهما منتصر لأنه ضخ في الحياة الفكرية مايريد أن يقوله مدعوماً بالأدلة والبراهين، لم تكن العداوات شخصية، لم تكن إهانات.. الأن ثمة صغار صغار يأكلون لحم بعضهم بعضاً.. تجد من لايعرف ثلاثة أسماء في عالم الإبداع، يهرف بما لايعرف، تجد أديباً دعياً يسطو على الآخرين ويقدم نفسه على أنه نجيب محفوظ، بل أين منه محفوظ أو سعيد حورانية.. عالم ساده الصغار الصغار، لذلك بقوا في الأقبية حيث هم، وفاح نتن مايتقاذفونه.. كواليس لاتسر الخاطر أبداً، لأن الذين يعيشونها حولوها إلى جحور لا أكثر ولا أقل..‏

d.hasan09@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 ديب علي حسن
ديب علي حسن

القراءات: 734
القراءات: 736
القراءات: 766
القراءات: 659
القراءات: 673
القراءات: 755
القراءات: 821
القراءات: 764
القراءات: 633
القراءات: 833
القراءات: 734
القراءات: 714
القراءات: 704
القراءات: 720
القراءات: 703
القراءات: 659
القراءات: 813
القراءات: 679
القراءات: 752
القراءات: 724
القراءات: 788
القراءات: 758
القراءات: 776
القراءات: 704
القراءات: 750

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية