والسبب قد يعود للمبعوث الدولي نفسه، إذ وصف دعوته لوقت العنف بالمبادرة الشخصية والخاصة وهي لا تدخل ضمن السياق الأساس لخطة كاملة يتبناها وتحظى بموافقة مجلس الأمن والمجموعة الدولية في حالة لا أعتقد أنها تمت إلى السياسة والعلاقات السياسية بصلة. فاختصار المواقف بالعظات والدعوات لايقارب الخطوات السياسية وربما لايخدمها وقد يكون العيد على موعد مع زيادة العنف في ظل استمرار تدفق الأسلحة إلى المجموعات الإرهابية وخاصة على الحدود الشمالية التي شهدت دخول أسلحة متطورة من السعودية خاصة، بما فيها أسلحة مضادة للطيران واستخدام وسائل اتصال متطورة أدخلتها الولايات المتحدة ترتبط بغرف عمليات في دول الجوار تقوم بتزويد المجموعات المسلحة بكل المعلومات عن تحركات القوات المسلحة السورية وأماكن تمركزها وأعداد جنودها.
ورغم دعوات كل من واشنطن وأنقرة لوقف العنف والاتفاق على هدنة خلال العيد إلا أن التحركات على الأرض تخالف تلك الدعوات وتعكس كذبها.
ولن يبقى أمام الإبراهيمي الذي ينتقل الى القاهرة وبعدها إلى نيويورك إلا البحث عن آليات ممكنة لوضع تصور سياسي للخروج من الأزمة، خاصة بعد الردود التي تلقاها من أطراف المعارضة الداخلية ومحادثاته عبر السكايب مع المجموعات المسلحة داخل سورية وتلقيه أجوبة رافضة للهدنة الأمر الذي يبقي الأزمة تراوح في مكانها.
ولن ينسى الإبراهيمي التداخلات الإقليمية وما جرى في لبنان مؤخراً والذي يمثل مرحلة جديدة في تأزيم الوضع في سورية من خلال ما شهدته ساحة رياض الصلح ومحاولة اقتحام السراي الحكومية في بيروت تحت أعلام تيار المستقبل والقوات اللبنانية والتيارات السلفية وعلم الانتداب الفرنسي على سورية، وما يمثله هذا الحراك المعادي.
فالحل أبعد من طرح مبادرة شخصية لوقف العنف، والتغير في المواقف الدولية رهن بالمتغيرات على الأرض..
وهذه المتغيرات كثيرة، وجميعها تسير في صالح سورية، الشعب والمجتمع.. رغم كل محاولات التخريب.
وكل أضحى وسورية بخير.. وستكون كذلك.!