| المناطق الخضراء حديـــث الناس حيث استطاعت ندوة المناطق الخضراء التي اقامتها الجمعية السورية-البريطانية بالتعاون مع برنامج تحديث البلديات ان تدق ناقوس الخطر حول مصير المسطحات الخضراء امام الكتل الاسمنتية الملتهمة لها تحت مظلة الحداثة والاستثمار. واذا كانت حصة الفرد في ايران مثلا من الرقعة الخضراء 75م2 فكيف هو حالنا اذا كانت ارقامنا المتواضعة جدا تتحدث عن «1» وحتى 4م2 للفرد، هذا الأمر ألا يتطلب اجراءات جادة وخطة ذات برنامج زمني محدد لزيادة المساحات الخضراء ومواكبة النمو السكاني بنمو في الرقعة الخضراء، واذا كان حديث العالم يتجه نحو السياحة البيئية التي تتطلب مقومات تمتلك العديد من عناصرها كالمدن القديمة والاثرية والواحات والمحميات والغوطة، أليس الأجدر بنا ان نحمي ما نمتلكه من التعديات ونحافظ على هذا الارث، لأن السائح لا يأتي ليشاهد كتل الاسمنت الحديثة لدينا، بل هو آت ليشاهد مدننا الاثرية والمحميات الطبيعية والواحات. لا شك ان الاهمال وغياب المتابعة ساهم في الاساءة للمخططات التنظيمية والمتاجرة بها من قبل بعض ضعاف النفوس حتى تحولت الحدائق والمرافق الخدمية الى كتل اسمنتية قبل ان تصدق المخططات كما هو الحال في محيط دمشق وبدأنا اليوم نلمس الآثار السلبية لذلك، وما نأمله ان تكون هناك صحوة لأهمية الرقعة الخضراء وتأمين الحماية القانونية للبيئة الطبيعية وخلق شبكة من المساحات الخضراء المترابطة في المدن وانشاء حدائق تليق بخصوصية كل مدينة.
|
|