لم تعبر إدارة أوباما عن صدمة.. وطبعاً لم ترحب بالقرار..
ثمة من قال: إن أوباما يفضل عدم حضور نتنياهو..!!
مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال جيم جونز أشار إلى أهمية الشخصيات الأخرى في الوفد الإسرائيلي.. لعله يواسي ويرد على الحزب الجمهوري الذي صفق لقرار نتنياهو..
على ماذا يعترض نتنياهو؟!
مبدئياً لا شك في أنه كان يعتقد أن المؤتمر سيكون فرصة يطرح من خلاله، كمنبر دولي، أفكاره ومواقفه دون اعتراض أحد.. أو مطالبته بأن يضع نفسه ودولته على مستوى القانون الدولي والمنطق السياسي الذي تقف أمامه الدول الأخرى.. لعله شعر أن ذلك لن يكون ممكناً بهذه السهولة.. ولا سيما بوجود دول استمرت تطالب ببحث الملف النووي الإسرائيلي ولا سيما في الآونة الأخيرة مثل تركيا ومصر.
وثمة من يقول: إنه ربما يخشى بحث ملف السلام وإقامة الدولة الفلسطينية والاستيطان.
وهناك من رأى أن في الأمر سراً يتعلق بتفاقم في أزمة ما، تعيشها العلاقات الأميركية الإسرائيلية.
فما السر؟!
طبعاً لا ندعي معرفته.. إنما نرى أن نتنياهو غير راض كامل الرضى عن إدارة الرئيس أوباما.. ولعل هذا يفسر التصفيق الذي استقبل به مؤتمر الحزب الجمهوري المنعقد في نيو أورليانز قرار نتنياهو.. وبالتالي هو يعترض أصلاً وبالتأكيد على كامل موقف أوباما من السلاح النووي في العالم كله.. وأيضاً من قضية سلام الشرق الأوسط وضمناً مسألة الاستيطان.
بعيداً عن كشف الأسرار..
إسرائيل تواجه اليوم حقيقتها أمام العالم وضمناً الولايات المتحدة.
من جهة أولى لم تعد تنطلي على العالم دعاية الدولة الديمقراطية المسالمة.. بجيش للدفاع.
هي اليوم الكيان الرافض للسلام بجيش يمارس القتل والتدمير والخراب ،يعلن عن يهوديته العنصرية.
ومن جهة ثانية، لقد استنفد -إلى حدٍ كبير- ما يمكن أن تقدمه للولايات المتحدة والغرب عموماً.. تبعات حماية إسرائيل وتبني برنامجها العسكري التوسعي سياسياً وما يلزمه أصبح أكثر عبئاً مما سيخلفه غياب الدور المأمول منها..
ويدخل في تبعات حماية إسرائيل ما تخلف سياستها من رفض لدى دول العالم الأخرى ومنها الحليفة للغرب «تركيا مثلاً».
هذا قبس من الواقع الذي يواجهه نتنياهو وإسرائيل معه والذي وضعه في مأزق دفعه للتغيب عن حضور قمة دعت إليها الولايات المتحدة!.
ليس ببساطة يقاطع نتنياهو مؤتمراً دولياً تدعو له الولايات المتحدة وفي واشنطن.. ولا سيما بعد أن أعلن أنه سيحضره.
لا نعرف السر.. لكننا نرى أن التشابكات في العلاقة الإسرائيلية الأميركية قد ازدادت، وبمثل رعونة نتنياهو ستزداد تشابكاً.. ومهما حاولوا التفاؤل فإن تصفيق مؤتمر الحزب الجمهوري.. لن يزرع كامل الأمل في نفوس الإسرائيليين للعودة إلى الماضي.
التاريخ لا يعود إلى الوراء.. أعني: الأميركي عموماً والغرب كله.. لن يتراجع عن فهم جديد صحيح لحقيقة إسرائيل.. وطبعاً هذا لا يعني أننا موعودون بانقلاب في المواقف.. إنما نأمل بأن يكون العقل سيد القرار.
a-abboud@scs-net.org