فما هو دائري في لبنان من علاقة تاريخية مع سورية لاتضبطها القرارات المسبقة التفخيخ كالقرار ,1559 ومن عذوبة مياه جارية لاتداخلها الكوكاكولا, فإنهم يجهدون لتربيعه واصطناع الزوايا الحادة فيه, عبر اعادة نمذجته سياسياً, بالكثير من الاكاذيب والدولارات, وبالقليل من الادوات والرموز, فإن لم يستجب, فعبر تفخيخ المقاعد والعقول, وآخرها مقعد جورج حاوي أمس, ودون أي اثر يبقى, إلا التقنية العالية في التنفيذ, والغموض والشك ولجان التحقيق?
واذا كان بحر الاكاذيب والدولارات لايظهر جليا على شاشات التلفزة, ويعجز بعض الصلصال الاجتماعي اللبناني عن ادراكه مأخوذاً بروعة الالوان والاعلام والاوراق الخضراء, فإن الادوات المستخدمة والرموز المدفوعة, وتحت وطأة غبائها التقني وضلوعها السياسي الرخيص, لاتلبث الحضور الى جانب الانفجارات, وفي اللحظات الاولى منه, مدججة بالعدسات والاتهامات .. وبالمحقق الاضافي من وكالة التحقيقات الفيدرالية الاميركية, ولتعلن انها عرفت الجاني واستنتجت هويته, واننا امام مشهد هوليوودي يتكرر بين حين وحين .
مع جورج حاوي, امتد التفخيخ السياسي في لبنان الى مايمكن من اليسار اللبناني وتاريخه بعد اليمين, ومع ان لبنان ليس اوكرانيا كما قال الامين العام لحزب الله حسن نصرالله, الا ان النموذج الاوكراني لايزال مستخدماً في لبنان مع بعض التعديلات, اهمها اعادة خلط الاوراق مرة على الاقل كلما استعصت الوقائع على التنفيذ, ولاسيما عندما تفوقت تقنيات اقمار التجسس الأميركية في رصد عدد افراد الاستخبارات السورية بدقة في لبنان بعد الانسحاب الكامل واخفقت (التقنيات ذاتها) في رصد سيارة مفخخة واحدة !!
عبر رويترز, مررت انفورميشن انترناشينال, المعروفة باسم (الدولية للمعلومات) استطلاعاً اأجرته في لبنان خلال نيسان الماضي, وفي ذروة بذل الذات الاميركية هناك, يقول: ان 69.9 في المئة من اللبنانيين يرون ان الولايات المتحدة تتدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية, وان نسبة 66.5 في المئة من اللبنانيين الذين ادلوا بآرائهم اعتبرت سورية حليفاً وصديقاً للبنان, بينما اشارت نتائج استطلاع الرأي الى شبه اجماع على ان اسرائيل عدو فضلاً عن نسب اخرى هي اقرب الى الاذهال اذا ماقورنت بالادعاءات الاميركية ?
ترى, من تراه يسعى الى تغيير نتائج الاستطلاع, بعد ان تبين فعلاً ان لبنان ليس اوكرانيا ??