تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


اغتيال حاوي وعرقنة لبنان

بيروت
معاً على الطريق
الأربعاء 22/6/2005م
غسان الشامي

هل كان يجب أن تكشف انتخابات لبنان عن أقذر خطاب وتجييش طائفي, وأن يعود كل قطيع الى مرعاه الخاص الموحل والمعتم حتى يتم اغتيال العلماني جورج حاوي في وضح النهار?

ها هي مرحلة الحركة الوطنية تسدل الستار على تجربة حافلة (بالانتصارات والانشقاقات) معاً برحيل جورج حاوي المعنجع, فأبو أنيس كاتم أسرار حقبة بكاملها وجوكر مرحلة أفل عنها من أفل وانكفأ عنها من أراد الانغماس في مصالحات مرحلية.‏

ربما أراد أبو أنيس في السنوات الماضية أن يمارس السياسة خارج موقعه التاريخي, وهذا حقه بعد أن استبعد من محاصصات الطائف, أو ربما أراد الاستراحة في مطعم أو مشروع خاص لكن كان له في كل عرس قرص.‏

من يريد قتل جورج حاوي..?ماذا ينفع قتل الرجل الذي ساهم في انطلاقة المقاومة الوطنية ضد الاسرائيلي? والشاهد على الحقبات السوفييتية واليلتسنية وتداعياتها في لبنان وصولاً الى انكفاء الخطاب الوطني أمام ديوك الطوائف ودجاجاته التي لا تبيض.‏

قبل اغتيال حاوي بيوم أسفر غبار الانتخابات عن اصطفاف المربع الطائفي اللبناني في حقبته الأميركية- الفرنسية, كل طائفة في زاوية ولكل زاوية شيخ طريقة ما يشي أن أمثال جورج حاوي لا مكان لهم داخل المربع حتى ولو أرادوا بعض الحراك في وسطه.‏

لقد كان يقال عن لبننة الدول, أي التشبه بإفرازات الحرب الأهلية اللبنانية وإطلاق مصطلح سياسي انطلاقاً من انعكاساتها على المجتمع والجغرافيا, لكن وبعد نجاح النموذج الأميركي في العراق, وأنا أقصد هنا ما أقول, فالأميركيون نجحوا في تفتيت البلد طائفياً عبر سيول الدماء, أعيدت التجربة الى لبنان عبر روتشة ديمقراطية تسمى زوراً انتخابات نيابية وتم عرقنة لبنان من دون دماء, حتى اعلان النتائج, لكن في صبيحة اليوم التالي انفجرت دماء أبي أنيس في وطى المصيطبة في الحي البيروتي المختلط طوائفياً والذي يضم المبنى المركزي للحركة الوطنية إياها, وكأن الأمر يدل على رمزية تثير الشفقة والأسى.‏

يبدو أن هذا هو أول غيث مثل هذه الانتخابات, فلا البرلمان العتيد سيكون قادراً على سن القوانين, ولا الرافضون سيقبلون, ولا الحكومة القادمة ستحكم وسوف تزداد الناس التجاء الى حضن الطائفية الأحمر الدافىء فيما لن يبقى مكان لمثل جورج حاوي ينام فيه في بلاد العجائب والمئتي ألف شهيد.‏

تصبحون على وطن..‏

* صحفي لبناني‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 غسان الشامي
غسان الشامي

القراءات: 1677
القراءات: 1479
القراءات: 1629
القراءات: 1387
القراءات: 1365
القراءات: 1323
القراءات: 1475
القراءات: 1692
القراءات: 1707
القراءات: 2106
القراءات: 1466
القراءات: 2212
القراءات: 1332
القراءات: 1364
القراءات: 1611
القراءات: 1610
القراءات: 1422
القراءات: 1507
القراءات: 1403
القراءات: 1924
القراءات: 1490
القراءات: 1364
القراءات: 1565
القراءات: 1563
القراءات: 1342

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية