تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الأسطورة.. سورية

معاً على الطريق
الاثنين 29/9/2008
مصطفى المقداد

حق للسوريين أن يفاخروا بانتمائهم إلى الرقعة من الأرض المسترخية إلى شرق المتوسط, والحالمة على شطآنه, وهي تختزل وتختزن تاريخاً ممتداً إلى بداية تشكل الكون والولادة الأولى للبشرية فوق سطح الكرة الأرضية, لتبدأ منها رحلة الانتقال إلى شتى أنحاء المعمورة, فتتوزع في أصقاعها, وتصنع تمايزها واختلافاتها,..

فلسورية قصب السبق في رحلة الإنسان الأولى ومغامرته الخلاقة في بناء الحضارة الإنسانية, فمنها انطلقت بدايات الإبداع, وبها ارتكزت المفاهيم الأولى للقيم, وعلى ثراها ارتقت المبادئ والعقائد جميعها, وبين جنباتها انتقل الأنبياء والرسل يبشرون بمعتقداتهم, وفوق أديم ترابها عبرت جيوش كثيرة ما بين أطراف وجهات الأرض في اتجاهات متضاربة ناقلة فلسفة وعلوم الإغريق والرومان من الغرب المغامر إلى الشرق المتعطش للمعرفة وهو القادر على امتصاص الصدمة وردها إلى منبعها بعد أن أسرت الغازين بعشقها.‏

ومن الشرق غزاها الفرس والمغول في محاولات للعبور إلى الأطراف الأبعد ليعودوا أدراجهم, دون تحقيق غايات الضم والإلغاء, تاركين آثارهم شواهد للقدرة على التعايش الإنساني, ومن الشمال جاءها العثمانيون ليعترفوا أنها (شام شريف) لها قدسية لا يجوز التطاول عليها.‏

وبين هذه وتلك انطلقت إليها رحلة الإسلام من الحجاز لتشق طريقها نحو العالم أجمع..‏

وهنا نتساءل أمام هذا التاريخ الغني بمكوناته ومكنوناته إن كنا قد استطعنا أن نعكس هذا الغنى والتنوع الخلاق من خلال ابداعاتنا الأدبية الحديثة, وهل استطاعت الهيئات الثقافية المختلفة نقل بدائع هذا التاريخ الطويل, وتقديم محتواه الإنساني والحضاري للعالم في زمن تغيرت فيه المفاهيم, وبدأت تسود قيم العولمة وتعاليمها, وتنفذ آليات الإلغاء, ومحاولات الإلحاق بسياسة الخواء الثقافي, وتفريغ القيم والخصوصيات المجتمعية من محتواها, ومصادرة الإرث الثقافي للأمم العريقة الممتدة في التاريخ في محاولة للقضاء على عرى الارتباط بالجذور العريقة.‏

والإجابة لا تبعث على الراحة أبداً, إذ ثمة مشاريع مطروحة لا تستجيب لهذا الدور, بل على الخلاف من ذلك نجد بعضها يعاكس ويخالف تماماً هذا الهدف, فهناك أعمال يتم تقديمها تحت لافتات‏

تعليقات الزوار

فريدمحمد سليمان المقداد |  fareedmekdad@gmail.com | 29/09/2008 01:05

لاأملك إلا أن أضيف سطراًواحداً إلى ماقاله عميد صحافتنا السورية وهو(إن السر بالسكان لابالمكان)

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 29/09/2008 04:36

سورية مشهورة بواقعيتها, والواقعية لاتلتقي أبدا مع الأسطورة التي هي محض خيال, فكيف بالكاتب يرى سورية أسطورة؟!.

الخليل بن أحمد الفراهيدي |  (لو لم تكن أم اللغات هي المنى لكسرت أقلامي وعفت مدادي) | 29/09/2008 21:44

ما هذا الهراء يا أخ أيمن؟ ألم تسمع بشيء اسمه التعبير المجازي في اللغة العربية ،فليس المقصود هو ما فهمت من معنى الأسطورة الحرفي ،لكن سورية بطبيعتها الساحرة وما حققته من معجزات تكاد أن تكون أسطورة حقيقية لذلك أنصحك أن تقرأشيئاً عن البلاغة العربية التي تتجلى في أروع صورها وأبهى مظاهرها فيما يتحفنا به الأستاذ العميد0000

محمد صلاح الحاج علي |  mhmd1189@hotmail.com | 09/11/2008 09:07

نعم هي سورية - أين أنتم يا أساتذة الجامعات؟ ويا قادة الغلم والفكر؟!! ولكن يجب ان لا نستسلم لذلك يجب أن نسعى لأن نقدم حضارة للعالم مستمرة بقيم ومفاهيم إنسانية فاضلة تمجد الإنسان وترفعه وتحسن من مستوى حياته معتمدة على أن اإنسان أغلى قيمة في الوجود والإنسان لا النفط ولا الموقع ولا الثروات المادية مهما كانت أهم من الثروات البشرية فبالعلم والمعرفة والفهم والقيم الخلاقة مدعمة بالأخلاق هي التي تجعل من سورية الوحدة الوطنية سورية الماضي والحاضر والمستقبل قلعة وزاوية وأصل ومنبع دفاق للحضارة الإنسانية عبر العصور وهذا في الوقت الحالي يحتاج لمزيد من الجهد والعطاء من الشعب ومن الحكومة ومن جميع المؤسسات فليس الأمور بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا فأين أنتم يا أساتذة الجامعات وي قادة العلم والفكر؟!!!

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 11634
القراءات: 950
القراءات: 886
القراءات: 865
القراءات: 904
القراءات: 929
القراءات: 972
القراءات: 894
القراءات: 945
القراءات: 1006
القراءات: 964
القراءات: 955
القراءات: 974
القراءات: 973
القراءات: 977
القراءات: 1072
القراءات: 1006
القراءات: 1055
القراءات: 1063
القراءات: 1044
القراءات: 921
القراءات: 991
القراءات: 1038
القراءات: 1041
القراءات: 952
القراءات: 1091

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية