فاليوم نرى شعراء وروائيين وكتاب قصة لما تجاوزوا الثلاثين من العمر, وقد صار لديهم من الاعمال المطبوعة بعشرات النسخ وقد بلغ نصف أعمارهم فالشاعر الذي ينجز كل نصف عام مجموعتين أو ثلاثاً , أو الروائي الذي لا يكاد يجف حبر روايته حتى يكون قد وصل الى منتصف الرواية الثانية, وكأن الامر تكاثر بالخلايا , هذه الحال تدعونا الى الحديث عن شعراء مبدعين لم يقدموا إلا اعمالاً قليلة ولكنها تركت بصماتها وأثرها في مسيرة الحياة الابداعية, وهنا نشير الى الشاعر موريس قبق الذي يتحدث عنه الناقد ممدوح السكاف في ذكرياته , فمجموعته ( الحب واللاهوت) الوحيدة نبض حقيقي في قلب الابداع وليس غريباً أن يشير الى ذلك من كتب المقدمة: ( كمال أبو ديب) وثلاثة آراء سبقت المقدمة تنبأت له بالمكانة العالية ( مدحة عكاش) وغادة السمان وعلي الجندي , موريس قبق في ( الحب واللاهوت شاعر أسس وأرسى البناء, ولكن ثمة غباراً كثيفاً يلف مسيرة ابداعه مجموعة وحيدة, وحياة لا نعرف كثيراً عنها, والسؤال: من المسؤول عن ذلك.. هل على الشاعر ان يكون مؤسسة اعلامية حتى يعرف بنفسه.. اين من يقدم مبدعينا وينصفهم..?‏