وسورية التي اكتوت بنار الارهاب في الثمانينيات من القرن الماضي, وذهب بالأمس سبعة عشر من مواطنيها المدنيين الأبرياء ضحية الارهاب كانت من الدول الأوائل بالدعوة عبر منبر المنظمة الدولية لوضع تعريف للارهاب لقناعتها بأهمية ذلك في دحره وامكانية تعرضها كغيرها من الدول لأعمال إرهابية في أي وقت من الأوقات.
وبالأمس أصر الظلاميون أن يعبروا عن انفسهم وحقيقتهم الهمجية الإجرامية, وانتقوا المكان الذي يحقق أهدافهم المنحطة فكان المدنيون العزل الذاهبون لتحصيل قوت يومهم قبل عيد الفطر المبارك ضحايا هذا التفجير الأليم .
إن المسؤول الأول عن هذه الكارثة هم من قاموا بها ولكن في نفس الوقت لايمكن تبرئة الذين ساهموا بانتشار ظاهرة الارهاب واتساعها في المنطقة خاصة والعالم على وجه العموم تحت وللأسف ذريعة محاربة الارهاب.
قد تكون العملية الارهابية تحمل أكثر من رسالة وإنما هدفها بالأساس ضرب الأمن والاستقرار لذي تنعم به سورية ولكن خسئ هؤلاء ومن يقف خلفهم, فسورية ستبقى واحة للأمان بوحدتها الوطنية وجهود مواطنيها للكشف عن هؤلاء القتلة الجبناء.
إن الأدانة الدولية الواسعة للعملية الارهابية بأقسى العبارات تشكل مفتاحاً هاماً للعودة إلى فتح الباب مجدداً لوضع تعريف دولي للارهاب يساهم في توحيد الجهود الدولية للقضاء على هذه الظاهرة قبل استفحالها إلى درجة يصعب تجنيب العالم مخاطرهاالكبيرة.