تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الوقوع في الشرك

على الملأ
الثلاثاء 30-3-2010م
مصطفى المقداد

وقع الاتحاد الأوروبي في شرك صندوق النقد الدولي عبر ادخاله شريكاً في البحث عن حلول لأزمة اليونان المالية وتخليصها من عجز مديونيتها التي تتجاوز 400 مليار دولار.

واللافت في موافقة قادة الاتحاد الأوروبي هو السرعة في تغيير مواقفهم فبعد أن كان يتم تبريرها على أنها تستند الى معطيات اقتصادية وعلمية فإن الموافقة على المساعدة الأوروبية بمشاركة صندوق النقد الدولي تضع الاتحاد امام اختبار حقيقي لقدرة اعضائه على حل مشكلاتهم داخل البيت الأوروبي من جهة كما تساهم في تعزيز دور الصندوق واطلاق سيطرته على مجال أوسع على المستوى العالمي من جهة ثانية .‏

وبهذا يكون الأوروبيون بعد أحد عشر عاماً من دخولهم تجربة الوحدة النقديةالموحدة قد فتحوا أولى الثغرات في نظامهم الذي قام في جانب منه على مواجهة الاقتصاد الاميركي والوقوف في وجه سيطرة الدولارات على التعاملات المالية العالمية وسيبقى السؤال يفرض حضوره طويلاً عن الاسباب التي دفعت بنيكولا ساركوزي الرئيس الفرنسي للموافقة على فكرة المشاركة بعد أن كان من أشد المعارضين لها بعد أن سبقته الى تغيير موقفها أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية والتي كانت قد ذهبت بعيداً مع بداية انكشاف الازمة فكانت ترفض اصلاً فكرة مساعدة اليونان بأي شكل فما الذي غير موقفها ودفعها للموافقة على المشروع الذي يتضمن اقامة شبكة امان مالى تشمل قروضاً.‏

ثنائية داخل منطقة اليورو مدعومة من الصندوق الدولي والمتوقع أن ثمة حسابات غير الاقتصادية دفعت بالقادة الأوروبيين لاتخاذ قرار المساعدة والحفاظ على عضوية اليونان ضمن الاتحاد النقدي، ويعزز تلك التوقعات التحذيرات التي أطلقها جان كلود تريشيه محافظ البنك الأوروبي المركزي والذي وصف من خلالها الصندوق الدولي بأنه تابع ومدعوم من الادارة الأميركية وبالتالي فإن تدخله في الازمة اليونانية يعد ضربة للوحدة النقدية الأوروبية ولكن على الرغم من تحذيرات تريشيه فقد أعلن عن مساندته للخطة الهادفة الى تهدئة الاسواق ومنع دخول المضاربات وتمكين حكومة أثينا من الاقتراض بفوائد قليلة.‏

وبهذا يكون محافظ البنك المركزي قد انصاع لقرار القادة لكنه شدد في الوقت نفسه على استقلال عمل البنك المركزي داعياً الى تقليص العجوزات واعادة صياغة آليات العمل المالي في منطقة اليورو.‏

والحدث يعيد الى الاذهان رؤية البعض الى الكيان الأوروبي الموحد ووصفه بالتابع الذي يبقى يدور في الفلك الاميركي مهما حاول الانفلات منه.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 11634
القراءات: 950
القراءات: 886
القراءات: 865
القراءات: 904
القراءات: 929
القراءات: 972
القراءات: 894
القراءات: 945
القراءات: 1006
القراءات: 964
القراءات: 955
القراءات: 974
القراءات: 973
القراءات: 977
القراءات: 1072
القراءات: 1006
القراءات: 1055
القراءات: 1063
القراءات: 1044
القراءات: 921
القراءات: 991
القراءات: 1038
القراءات: 1041
القراءات: 952
القراءات: 1091

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية