تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


خَطٌ على الورق... كانت دمشق مدينة جميلة «9»

ثقافة
الثلاثاء 5-11-2013
أسعد عبود

في دمشق تستمر الدبكة بحثاً عن بوابة ل جنيف 2. و من حولها حرب ضروس تأتي على كل شيء. صراع في الغوطة ، شرقها و غربها و من كل الاتجاهات ، حتى الموت.

ولا يؤذي العقل و يدمي القلب أكثر من بيانات للانتصارات تصدر من هنا وهناك! إنها انتصارات أفضل منها بما لا يقاس الهزائم ، كما وصف يوماً نابليون انتصاره على الروس ، عندما حسمت المعركة و رأى ما فعلت يداه. تصوروا أن تسجل قذائف الهاون تتساقط على المزة و باب توما و ساحة الامويين و جرمانا الشعبية و أحياء الشام القديمة حاضنة التاريخ ومنعشة ذاكرة البشرية و غيرها من المواقع داخل دمشق وعلى جوانبها ، إنها انتصارات !!! تصور انتصاراً في عملية استبسالية جهادية تعد السوريين بالحرية و الديمقراطية ، وتعد «المجاهدين» بالجنة بعد أن وفقهم سبحانه وتعالى في نسف خط للغاز أدى إلى قطع الكهرباء عن دمشق و أخواتها المناضلات الصامدات !!! خطوط الغاز... خطوط النفط و الكهرباء ... خطوط القطارات و السيارات و الشاحنات ... وسرقة الثروة و بيعها بأبخس الأثمان .. وحرمان الناس من الغذاء و الدواء و المدارس والحركة و الانتقال في ربوع وطنهم...هذا كله وغيره ...انتصارات.‏

لا يمكن أن يكون أحد تابع الفضائيات و أجهزة الاعلام والصحافة إلا و سمع نشيداً لهذه الانتصارات. ألم تسمعوهم يعولون على المستوى الذي وصلته الأسعار في سورية ، و النقص في الدواء و خروج المشافي و المراكز الصحية في مواقع شتى عن امكانية تقديم خدماتها لقاصديها ....وما وصله الواقع الصحي بشكل عام، حتى أنهم يستبشرون خيراً بظهور بعض إصابات شلل الأطفال و أمراض أخرى في سورية بعد أن كانت قد برأت منها.‏

هذه انتصارات يفخرون بها ، و يرون بمقتضاها ، أن سورية يجب أن تستسلم قبل جنيف و كمقدمة له و شرط عليه !!. وهي إحدى أهم النغمات التي يدبك عليها الدبيكة بحثاً عن ثمار انتصاراتهم التي تقتضي حسب مخيلتهم أن يتولوا هم دون غيرهم شؤون الدولة.‏

أنا رأيتهم ...أنا سمعتهم ... أنا كذبتهم من هذا الموقع بالذات وهم يشرحون و «يجهبذون» و يتقرؤن السقوط السوري القائم والقادم. لم يثرني كذب بياناتهم بقدر ما أثارني الفرح في عيونهم والشماتة التي يظهرون! حتى الأمس كانوا هنا ...يشرحون و يضيفون ويؤكدون ويقبضون أجورهم على ذلك كله. و اليوم يرقصون من حول ما تعيشوا عليه، ويزعمون دماره كمقدمة للانهيار الكامل ، بل هم أعدوا المنقل والحطب لأكل اللحم المشوي.‏

بهذه الانتصارات يزمعون السفر إلى جنيف للجلوس على طاولة الحوار ، وليس في جيوبهم سوى ، إن سورية يرصدها الخراب ...و إن جرائمهم ستستمر ...ولديهم مئات السيارات المفخخة و الانتحاريون ...ومعامل العبوات الناسفة ... و أن واردهم من الأسلحة و المال لا ينضب ، ويستشهدون على ذلك بالممولين الداعمين على طاولة الحوار نفسها !!!! من يدري قد يحضرها بندر بن سلطان نفسه !!!!‏

تحمى الدبكة من حول جنيف. زخمها في دمشق أقل مع أنها صاحبة الكلمة الأولى ، لكنها مشغولة عنه حتى يكون. فهل يكون ؟‏

هل من جنيف ؟‏

يبدو .. نعم ...لكن بقليل الفاعلية. ألم أقرأ عليكم ورقة منه ؟!‏

as.abboud@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 646
القراءات: 948
القراءات: 931
القراءات: 906
القراءات: 955
القراءات: 992
القراءات: 999
القراءات: 980
القراءات: 1074
القراءات: 1089
القراءات: 1023
القراءات: 1066
القراءات: 1039
القراءات: 1078
القراءات: 1335
القراءات: 1218
القراءات: 1122
القراءات: 1142
القراءات: 1201
القراءات: 1201
القراءات: 1209
القراءات: 1229
القراءات: 1223
القراءات: 1277
القراءات: 1278

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية