حيث أنتج بحدود ست أسطوانات من الغاز الحيوي شهرياً، و استطاع تشغيل مجموعة الكهرباء في مزرعته على الغاز الحيوي.
الخبر على ما فيه من بساطة ونوعية يقدم الدليل على ما يملكه شعبنا من مبادرات وطاقات خلاقة تساعده على التكيف مع أصعب الظروف، و كسب التحدي مهما كان صعباً، وفيه أيضاً قصة إصرار تنبه لها فلاحنا، حيث تجاهلتها مؤسسات كبيرة مطلوب منها البحث عن الطاقات البديلة و المتاحة و تحفيز المواطنين على الإبداع و الاستفادة من الطاقات الفردية بعمل جماعي يعود بالمنفعة على الصالح العام .
قصة الإصرار هذه تحمل الكثير من الدلالات في مضمونها ومعانيها، و خاصة إذا علمنا أن الفلاح المذكور اجتهد في البحث عن المعلومات بعد أن أثار فضوله خبر يتحدث عن إمكانية استخراج الغاز الحيوي من بقايا مخلفات الحيوانات التي يزخر بها ريفنا السوري، فراح يبحث و يجتهد و بدأ التنفيذ بما توفر لديه من مواد و أدوات بسيطة، و لم يزعجه أن يسأل أهل الخبرة والمشورة، فعرض الفكرة على بعض أساتذة كلية الهندسة التقنية في طرطوس طالباً منهم المساعدة بذلك، حيث قامت مجموعة من طلاب الكلية، بإجراء التجربة على إنتاج الغاز الحيوي من روث الأبقار الموجودة في مزرعته، ليحصد النتائج خلال شهر واحد فقط، حيث استفاد من روث الحيوانات الموجودة في المزرعة في استخراج الغاز الطبيعي لتأمين حاجة المزرعة والمنزل، و حتى مجموعة الكهرباء في المزرعة قام بتشغيلها على الغاز الحيوي.
ما نؤكده هنا أن هذا النجاح المتواضع نجح في تحفيز وزارة الزراعة، و التي كشفت عن نيتها إنشاء 19 محطة لإنتاج الغاز الحيوي موزعة على الوحدات الإرشادية الداعمة في ثلاث محافظات بتكلفة لا تتعدى 100 ألف ليرة سورية للمحطة الواحدة بكامل تجهيزاتها.
والسؤال الأهم هنا: هل يكون هذا النجاح حافزاً لدى الجهات المختصة ليس لتعميم أوسع للتجربة، بل للتفكير جدياً بمشروعات الطاقة البديلة التي نملك من مقوماتها الكثير ؟