تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مرجعيات!

على الملأ
الخميس 11-3-2010م
مصطفى المقداد

سيبقى الحديث عن الاستثمار في بلدنا ذا شجون كبيرة إلى أن نصل إلى مرحلة تحمل بعضاً من الرضا، وهذا الأمر قد يستغرق وقتاً يرتبط بمدى الإجراءات التي سنتخذها للتخلص من العوائق الإدارية والروتينية التي تعوق طموحاتنا.

وقد عبر رجال الأعمال والمستثمرون العرب عن توجسهم من الإقدام على الاستثمار لدينا على الرغم من كل المزايا التي تتمتع بها سورية بحيث تكون من أكثر الدول جذباً للاستثمارات.‏

ولعل العقبة الأبرز المطروحة للتداول كانت تعدد المرجعيات الإدارية المتوزعة مابين وزارات ومؤسسات الدولة المتعددة ،وذات العلاقة بنوع وحجم المشروعات الاستثمارية ، ومابين الحصول على الأرض المطلوبة ، وإشادة الأبنية ، وتأمين المستلزمات الضرورية ، وتوظيف العاملين ، والاقلاع بالمشروع، وتصريف انتاجه ، بينها كلها رحلة طويلة من المعاناة في الحصول على التراخيص والموافقات المطلوبة قد تدفع بعض المستثمرين للعدول عن المضي في مشروعاتهم.‏

وعلى الرغم من وجود هيئة عامة للاستثمار ينبغي أن تناط بها كل أنشطة الاستثمار ، فإن الشكاوى مازالت تتوالى دون انقطاع ، بدءاً من دور السلطات المحلية وصولاً إلى الوزارات المرتبطة بتلك الاستثمارات من صناعة وزراعة وإسكان وسياحة وغيرها.‏

والحديث عن نافذة واحدة لم يأخذ طريقه إلى التطبيق وفق الأنظمة والقوانين التي صيغت من أجل تجاوز العقبات التي حالت دون تشجيع الاستثمارات لسنوات طويلة مضت ، والمطلوب هنا الوضوح في تحديد الشروط والموافقات والالتزامات والضمانات والملاءة المالية واعتماد المواصفات لكل مشروع أو نشاط استثماري محدد بصورة دقيقة ومسبقة وايضاحها للمسثتمرين كاملة قبل إقدامه على الدخول في أي مشروع مستقبلي، وبالتالي نترك له الخيار في تحديد رغبته أو الرفض، وبعد الموافقات الأولية وتشميل المشروع وفقاً لقانون الاستثمار لا ينبغي الدخول في مطالب وموافقات أو شهادات اعتيادية جديدة ، لم تكن تدخل في حسبان المستثمر، ولم يكن مستعداً للالتزام بها أصلاً.‏

وفي هذه النقطة بالتحديد تتمثل معظم العقبات ومعوقات الاستثمار إذ يضيع المستثمر في تحديد المرجعيات التي قد تتضارب قراراتها وتتعارض في بعض الأحيان.‏

ويبقى الأمل معقوداً في تطوير عمل الهيئة العامة للاستثمار بعد أن عدلت نظام عملها من مكتب الاستثمار إلى هيئة عامة تتولى الأنشطة الاستثمارية في جميع المحافظات ، تكون وحدها ذات المرجعية النهائية في تحديد مدى الحاجة للاستثمار في مواقع محددة، اعتماداً على خطط الوزارات ذات الاختصاص، فتخلص من أحد أهم المعيقات ، فيما يتم التحقق والمتابعة من مدى دقة الدراسات وفقاً لآلية علمية وديناميكية قادرة على إيجاد حلول للمشكلات التي قد تبرز في أي مشروع من المشاريع وتكون تلك الحلول منفردة ومنفصلة عن بعضها بعضاً ، فلا تطغى مواصفات مشروع على سواه ، ويتم القياس بما يخدم الهدف الأسمى.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 11634
القراءات: 950
القراءات: 886
القراءات: 865
القراءات: 904
القراءات: 929
القراءات: 972
القراءات: 894
القراءات: 945
القراءات: 1006
القراءات: 964
القراءات: 955
القراءات: 974
القراءات: 973
القراءات: 977
القراءات: 1072
القراءات: 1006
القراءات: 1055
القراءات: 1063
القراءات: 1044
القراءات: 921
القراءات: 991
القراءات: 1038
القراءات: 1041
القراءات: 952
القراءات: 1091

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية