| ترويض القسوة.. رؤيـة قد نختلف في تعريف القسوة وضرورتها وفي سبل ممارستها وكذلك سبل ترويضها. يبدو أن للألماني «ألكسندر كلوغة» رأياً مختلفاً- ربما- في كتابه «ثقب الألواح الصلبة» المترجم إلى العربية حديثاً. يشبّه «كلوغة» العمل السياسي بثقب الألواح الصلبة, ويقول: قد نتمكن من ترويض القسوة بقسوة أشد!! قال فيلسوف: إن الإنسان ذئبٌ لأخيه الإنسان.. فهل نرى تجسيد هذه المقولة واضحاً اليوم أكثر من أي وقت مضى؟ لكن بعضاً من معارضي ذلك الفيلسوف ينكر عليه هذا التشبيه. صحيح أن حياة الذئاب تتسم بالشر والخطورة, لكنها تتعاون معاً دون دستور ينظم علاقاتها, أما الإنسان فقد نزلت الكتب السماوية ووضعت القوانين والدساتير كلها لتنظم علاقات الناس بعضهم ببعض, مع ذلك مازالت الحروب مندلعة على مساحات واسعة من الكرة الارضية! مما قيل كذلك: إن الإنسان إذا ما تعرض للعدوان يصبح أكثر تركيزاً من الذئب بعشرات المرات.. ثم يعارض هذا آخرون بالقول: إن الإنسان رغم كل شيء يملك خاصيتين لا تملكها الذئاب: الموضوعية والتعاطف مع الآخر! أما زال الإنسان يملك الموضوعية والتعاطف مع الآخر حقاً؟ سؤال أجد أن الإجابة عليه بالنظر إلى الواقع العربي عامةً والواقع السوري خاصة صعبة ومعقدة وقد أميل إلى التعاطف مع الذئاب. من يروّض suzan_ib@yahoo.com">قسوتنا؟! suzan_ib@yahoo.com
|
|