تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رؤية.. وأمل

على الملأ
الأحد 23-5-2010م
مصطفى المقداد

 قبل أكثر من ثلاثة وخمسين عاماً عقد العرب العزم على تأسيس سوق عربية مشتركة واستخدام دينار عربي موحد وإلغاء تأشيرات وسمات الدخول وحرية انتقال العمالة العربية دون مشكلات وتداول وانتقال الأموال والرساميل بين الدول العربية دون عقبات أو مشكلات

تعزيزاً للقدرة على المنافسة والاستثمار الأمثل والاستفادة من التوظيفات الاقتصادية للمواقع والمشاريع بشكل مفيد.‏

يبدو أن نشوة إنشاء جامعة عربية كانت ماتزال مسيطرة في خمسينيات القرن الماضي، الأمر الذي دفع إلى اتخاذ قرار مصيري يوحد فيما بين الاقتصادات العربية، ويشجع على تحقيق تكامل اقتصادي يفضي إلى إحداث تبدلات سياسية واجتماعية ذات منعكسات إيجابية، فالوصول إلى وضع اقتصادي مريح ومربح يسهم في تقدم أكيد في حياة المجتمع المحلي، ويرفع مستوى حجم الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية المقدمة إليه بشكل أكيد.‏

ولكن تلك الآمال ذهبت أدراج الرياح، وتم الاستعاضة عنها بكثير من المعاهدات والاتفاقات وبروتوكولات التعاون الثنائي المشترك، بينما كانت منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى قمة الانجازات الاقتصادية للعرب منذ قيام كياناتهم السياسية وحصولهم على الاستقلال.‏

المضحك المبكي - في آن معاً- كان تعليقاً سمعته من أحد كبار المسؤولين في إحدى الدول خلال ورشة عمل بحثية لمناقشة التعاون الاقليمي الاقتصادي بين دول المنظقة فقد قال «إن حجم التبادل البيني كان أكبر قبل تشكيل مجلس اتحاد اقليمي، وقبل مأسسة التبادل السلعي والمالي، وقبل التوصل إلى اتفاقيات ثنائية أو أكثر» ولم ينس أن يحدد الأسباب الكامنة خلف هذه الحقيقة بالتأكيد على أن مايجمع بين المناطق العربية «لم يسمها الدول» هو أكبر بكثير من محاولات تأطيرها ضمن حقول مخططة على أوراق بيضاء بأحبار سوداء ترسم حدود العواطف والعلاقات الأعمق بين أبناء الشعب الواحد والمنطقة الواحدة.‏

شخصياً فوجئت قبل فترة بأن قطعاً من الأراضي في مدينة حلب، وربما في غيرها قد تم استملاكها قبل أكثر من ثلاثين سنة بهدف وضعها في خدمة تأسيس مشاريع بنية أساسية للسوق العربية المشتركة، وعندما شكا إليّ أحد مالكي تلك الأرض المستملكة كانت دهشتي كبيرة، ليس لعدم استخدام أرض مستملكة للهدف الذي استملكت من أجله، ولكن أن يكون الاستملاك لصالح السوق العربية المشتركة، آمل أن ينفذ هذا المشروع وليتم استملاك كل ما ورثت عن أبي وجدي وبلا مقابل مادي.‏

وحديث المسؤول ما زال يتردد صداه منذ سنوات طويلة نظراً لصوابيته ودقته.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 11634
القراءات: 950
القراءات: 886
القراءات: 865
القراءات: 904
القراءات: 929
القراءات: 972
القراءات: 894
القراءات: 945
القراءات: 1006
القراءات: 964
القراءات: 955
القراءات: 974
القراءات: 973
القراءات: 977
القراءات: 1072
القراءات: 1006
القراءات: 1055
القراءات: 1063
القراءات: 1044
القراءات: 921
القراءات: 991
القراءات: 1038
القراءات: 1041
القراءات: 952
القراءات: 1091

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية