| كي لا تنسوا غزة.. الافتتاحية عمل إنساني كبير تشارك فيه دول وهيئات حكومية وأهلية، أحزاب وتوجهات وتيارات فكرية يمثلها ما تحمل هذه السفن ونحو 650 شخصية أوروبية وعربية وتركية وآسيوية. بالتأكيد البعد الإنساني لهذه المحاولة الدولية هو الأهم.. إذ ليس أهم من أن توصل طعاماً أو كساء أو دواء لمن يحتاجه.. ولاسيما إن كان هذا المحتاج يرزح تحت نير العسف والجريمة. لكن.. للمحاولة بعدها السياسي الكبير، الذي يتجاوز البحار التي ستقطعها تلك السفن. هذه صرخة أخرى في وجه العالم كله تقول: كفى..!! فهل يلتفت العالم إلى ما يعانيه سكان القطاع بعد سنين من حصار جائر، تتعاون فيه كل قوى الظلام والظلم.. فقط كي يتساهل فلسطيني فينسى أرضه وشعبه وحقه. لا ندري - إلى أن تظهر هذه السطور في هذه الصحيفة- ما الذي يمكن أن تواجهه طلائع حملة فك الحصار عن غزة، مبدئياً هي ستتوجه مودعة من آلاف الأتراك وغيرهم، إلى أنطاليا حيث تتوقف هناك - حسب قناة الجزيرة الفضائية - بعض الوقت لتنسق مع بقية الحملة، ست سفن تنطلق من اليونان. الكيان الإرهابي المستمر في حصاره لغزة أكد أكثر من مرة أنه لن يسمح بوصول السفن إلى غزة وله سوابق تجعله يقترف جريمة أخرى دون تردد. حركة الحملة - كما نقل إعلامياً - ستكون عبر المياه الدولية بمحاذاة المياه الإقليمية المصرية ثم تنعطف 90 درجة لتدخل المياه الإقليمية الفلسطينية، وبهذا فإن اعترضتها قوات الاحتلال الإسرائيلي تكون ارتكبت جرائم القرصنة البحرية والإرهاب. ورغم أن السلوك الإرهابي الإسرائيلي بشكل عام لا يتوانى - ولم يتوان - عن ممارسة مثل هذه القرصنة، فإن الحملة الجديدة تضعه في مواجهة ظرف غير مسبوق بتأثير العوامل التالية: 1- اتساع وتيرة المشاركة في الحملة، ومن تمثله ومن يتمثل فيها وهي الحملة الأكبر التي تتوجه إلى غزة. 2- الأهداف الإنسانية المعلنة والأكيدة للحملة.. وما بعدها السياسي إلا نتيجة العسف الذي تتعرض له حقوق الإنسان في القطاع إلى درجة التمويت جوعاً مع سبق الإصرار. 3- اتساع مساحات الرؤية العالمية الأكثر دقة وواقعية لإسرائيل وسلوكها وسياستها، وهو ما وضعها في حرج سياسي دولي ما زال مستمراً ولاسيما بعد جريمة «الرصاص المسكوب» في غزة. 4- وهو الأهم: هذه الحملة ستحقق نتائجها السياسية سواء منعتها إسرائيل من الوصول، أم استطاعت الحملة أن تصل إلى شواطئ غزة.. من البحر، أو من برِّ غزة ستظهر لأعين المشاركين والإعلام المتابع والعالم كله حقائق الإرهاب الإسرائيلي وما يرتكبه من جرائم في غزة. الجهد الدولي لفك الحصار عن غزة يكاد يتجاوز الجهد العربي «المشكور» فهل يرضيكم ذلك يا عرب؟!
|
|