وفيما تبحث الدول الغنية نفطياً عن بدائل مستمرة للطاقة فإنه من الأجدر بنا التوجه نحو هذه البدائل والعمل على ترسيخ مفاهيم استخدامها قبل غيرنا, وخاصة في ظل البحث عن مداخيل تعويضية تسد احتياجات الدعم المتزايدة عاماً بعد آخر.
وتقف البدائل غير القابلة للنفاد في أعلى سلم الخيارات البديلة المطروحة وفقاً لتوفرها, وقد تكون الرياح والأمواج والطاقة الشمسية ممكنة الاستثمار, ولكن الأخيرة تفرض أولويتها في إمكانية الاستثمار نظراً للعدد الكبير من الأيام المشمسة في السنة, الأمر الذي يستدعي ضرورة الإسراع في وضع سياسة تفرض التوسع في التحول نحو استخدام الطاقة الشمسية كبديل لاستخدام المازوت بشكل سريع.
ومع بدء هذه السياسة منذ عدة سنوات, لكنها لم تأخذ طريقها المطلوب حتى الآن رغم زيادة عدد الشركات والمؤسسات الناشطة في هذا المجال في القطاعين العام والخاص على السواء.
ومن الضروري التوسع في نشر ثقافة استخدام الطاقة الشمسية باعتبارها طاقة بديلة يمكن توظيفها بدلاً من المازوت والكهرباء على السواء إذ إن التقنيات الحديثة للطاقة الشمسية سمحت بتحويلها إلى طاقة كهربائية يمكن تخزينها في مدخرات خلال فترات الضوء الشمسي وتحويلها إلى إنارة ليلية بصورة خاصة خلال فترات الظلام. ومن الممكن البدء بتنفيذ مشروعات لإنارة الشوارع العامة في البداية من خلال أعمدة منفصلة عن بعضها يحتوي كل منها على لاقط ومدخرة ومزود بمصابيح إنارة وبذلك نستغني عن الكابلات والتوصيلات فضلاً عن مخاطر انقطاع التيار الكهربائي.
وبعد هذه المرحلة يمكن التحول إلى نظام تطبيق الإنارة المنزلية أو بعضها وفق الاحتياجات وبذلك ندخل ثقافة الاستخدام المتطور للطاقة البديلة, ونسلخ ثقافة المازوت شيئاً فشيئاً.
الفكرة بسيطة لكن تطبيقها يحتاج تصميماً يوفر الكثير من المصاريف, ويدعم توجهات الحكومة في تطبيق برامجها الإصلاحية المتصادمة مع احتياجات المواطنين وقدرتهم على تحقيقها.