الأمر الذي يرسخ الاعتقاد : أن العالم وهذا الجزء منه على أبواب تعقيدات جديدة , وإزاء تحديات واستحقاقات خطيرة أخرى يمكن الجزم بمصيرية نتائجها .
وللحقيقة فإن سياسة الغطرسة والعناد وركوب الرأس والهروب إلى الأمام , التي تمارسها الإدارة الأميركية الحالية , تغطية للفشل الذريع والانتكاسات المتلاحقة لمشروعها هنا وهناك ولمشروع حليفها الصهيوني, ومحاولات التعويض بالغوص أكثر في الرمال , وإذكاء دائرة الحريق والدم والنار بالمزيد من الحماقات والارتكابات توظيفً واستثمار سيئ , ما استجر غير الآلام وما عاد على الولايات المتحدة نفسها ولن يعود يغير أفدح الخسائر والأضرار .
لقد نجح صقور أمريكا ومحافظوها الجدد فقط في تدمير العراق وقتل وتشريد الملايين من أبنائه , وهم يجاهرون اليوم بوقاحة متناهيةٍ وتحدٍ بتقسيمه إلى كانتونات طائفية ثلاث , تسهل مهمة الاحتلال وإطالة أمد بقائه , ومواصلة نهب ثروته النفطية.
ولما كانت الحكمة تقتضي التعقل والتبصر بعواقب الأمور والاتعاظ بالدروس , فلقد كان من الأولى بالمتسلطين على موقع القرار في واشنطن, مراجعة سياساتهم ومواقفهم الخاطئة , والتصويب لها في اتجاهات ومناح ٍ تخدم السلام والأمن الدوليين , وبالتالي المصلحة الأمريكية التي هي بالتأكيد ليست في الجانب القرصني , والترهيب والترويع للشعوب ومحاولات إلغائها وغزو أوطانها , لا سيما وأن المشاهد العراقية و والأفغانية وحتى الفلسطينية واللبنانية , تقدم تجارب غنية وعبراً هي في غاية الأهمية و الدلالة , على عقم شوفينية العسكرة والاحتلال والدم والكراهية في فرض مشروعها وثقافتها.