وهو التوصيف الأكثر صدقية لما هو عليه حال من يسمون أنفسهم معارضة سورية, والتعبير الضمني وغير المباشر الذي أطلقه الإبراهيمي عن معارضة هزيلة ومفككة ولا يقبلها عقل سياسي متوازن .. تجري محاولات جرها إلى مؤتمر دولي في جنيف من أجل إرساء السلام والاستقرار ومن ثم الحوار الوطني الداخلي في سورية.
إذاً فـ « المعارضة السورية « الحالية في تركيبتها وولاءاتها ليست مقنعة في رأي الوسيط الدولي حتى هذه الساعة .. وإلا فلماذا يجتهد الرجل في البحث عما يقنع منها , والأرجح أنها كذلك بالنسبة إلى العالم أجمع , وخاصة بالنسبة إلى أولئك الذين ينفخون في قربتها المثقوبة والممزقة من بعض دول الجوار السوري كتركيا والسعودية وقطر وغيرها , ممن نذروا أموالهم وحدودهم وانحطاطهم الأخلاقي والسياسي لصناعة أرجل من خشب ينصبون عليها ما يمكن تسميته معارضة سورية .
هذا صحيح بالمطلق , إذ ليس ثمة معارضة سياسية حقيقية في هذه المعارضة , والبحث عما يقنع فيها لا يكون أبداً في صناعة أرجل خشبية جديدة لها, ولا بالنفخ غير المجدي في رميم جسدها السياسي والأخلاقي المتهالك , إنما في البحث عن خلفيات موتها في مهدها , والبحث عمن دفعها إلى هذا الانتحار المبكر , ممن تولوا وتوالوا على إنشائها وتركيبها وتمويلها وتسليحها , وهذا يعني بالطبع البحث عن السعودية وقطر وتركيا, وبالتالي .. إذا كان السيد الإبراهيمي جاداً فعلاً في البحث عن معارضة سورية مقنعة تمثل طيفاً شعبياً سورياً ضيقاً أو واسعاً ومستعدة للذهاب إلى الحوار في جنيف , فعليه أن يقطع الشرايين التي تمد هذه المعارضة بمادة اللا إقناع , سواء بإجبارها على التوقف عن تمويل وتسليح وارتزاق هذه المعارضة السورية أو بجلبها إلى جنيف لتكون أمام مسؤولياتها وأدوارها الخبيثة وجهاً لوجه !
نتمنى للسيد الإبراهيمي أن يجيد ربط العربة بالحصان هذه المرة وليس ربط الحصان بالعربة , وإن لم يفعل ذلك تماماً .. فكيف له أن يقنعنا ويقنع العالم بمعارضة هو يراها غير مقنعة ؟