في محاولة لاستعراض الأسماء النسائية للمشاركة في فعالية ثقافية هنا في دمشق مع بعض الأصدقاء, كان من اللافت هذا الغياب النسائي, وللغياب أسباب كثيرة هذه الآونة.
تتعدد مستويات استعراض وعرض قدرات النساء, منها مايرفع قيمتها الإنسانية, ومنها ما يهبط بها إلى مرتبة الأشياء والبضاعة المتاحة لراغب ومشترٍ.
بين صورة أم قروية حفرت السنون كفيها وتركت على وجهها خارطة التعب, وصورة أم تداعب خشب تابوت ابنها بأصابع روحها, وبين صورة امرأة تقود حملة لزرع الياسمين أو الورد, أو تعمل على توفير مستلزمات الدراسة لطفل, وصورة امرأة تجسد الغواية ولا تترك مجالاً للشك بوقوف الشيطان في جوفها, وبين صورة امرأة تلم صغارها كدجاجة تحت جناحيها, وبين صور كثيرة متناغمة أو متناقضة لا يمكن لأي صورة أن تختصر المرأة في بلدي.
بين نساء صعدن إلى أكتاف السماء بالجهد والعطاء ومحاولة تطوير وتأكيد الذات, وبين أخريات صعدن إليها على سجادٍ فرشه سادةُ نفاقٍ, ومتسولو فرص غرامية... لا يمكن اختصار المرأة في بلدي.
كيف لأي تكريم أن يليق بدمع أم؟ كيف لأي مواساة أن تخيط جرح روح أم؟
يا نساء بلادي كنَّ أينما أردتن, لكن تأكدن تماماً أن شجيرات الياسمين وحارات الشام العتيقة وتوابلها تلحق بكن وتزين قاماتكن.
للمرأة بكل تجلياتها الأمومية وهي تفرش قلبها على دروب مصير هذا البلد ننحني.. في حضرة أي أمٍّ في بلدي اليوم لا يحق لأي صوت آخر أن يعلو إلا صوت أخضر الأمل.
suzan_ib@yahoo.com