وبالتالي وقف الجرائم والمجازر بحق الشعب السوري فهل يحمل المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي الذي زار عدداً من العواصم العربية والإقليمية في جعبته ما يشير لوقف العنف وبالتالي التمهيد لحل الأزمة التي صنعها البعض وافتعلها في سورية عبر الحوار وبما يحقق تطلعات السوريين بعيداً عن أي تدخل خارجي..؟!
القراءة للمشهد السياسي والحراك الدولي حالياً توضح بأن هناك قوى تناصب الشعب السوري العداء مازالت تعمل جاهدة من أجل إطالة أمد الأزمة في سورية عبر تعطيل الجهود الدولية الرامية لإيجاد حل سلمي، وفي مقدمة هذه القوى يأتي حكام السعودية الذين رفضوا استقبال المبعوث الدولي، وأعطوا الضوء الأخضر لأذرعهم الإرهابية التكفيرية من أجل تصعيد أعمالهم الإجرامية عبر تفجير السيارات المفخخة وقصف الأحياء السكنية بقذائف الهاون وإطلاق التهديدات من أجل التأثير على مواقف بعض الأطراف الراغبة بحل الأزمة عبر الحوار ووقف سفك الدم السوري.
العراقيل التي تضعها السعودية وغيرها من الدول الإقليمية في المنطقة تنسجم مع ما صدر عن مؤتمر أعداء سورية الذي عقد في لندن مؤخراً، حيث أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري استمرار دعم بلاده للجماعات الإرهابية في سورية ولم ينسَ الإعلان عن تأييد الحل السلمي لتضليل الرأي العام الدولي، ليظهر التناقض واضحاً بين الأقوال والأفعال وتنكشف المسرحية الأميركية الهزلية ودور السعودية فيها، فالخلافات المفتعلة بين السعودية والإدارة الأميركية خلّبية ولا أساس لها لأن العبد لا يخالف أوامر سيده.
بكل الأحوال العراقيل السعودية القَطَرية التركية للجهود الدولية، وعدم تطابق أقوال الإدارة الأميركية مع أفعالها لن يفلح في تغير المعادلة السياسية القائمة على الأرض، لأن سورية التي ترحب بأي جهد دولي من أجل الحل السلمي يواصل جيشها البطل اجتثاث الإرهاب وملاحقة فلول الإرهابيين على مساحة الأرض السورية وهما مساران متلازمان لاستعادة الأمن والاستقرار في سورية شاء من شاء وأبى من أبى.
mohrzali@gmail.com