تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


جنيف ... ريادة أم فشل؟

أخبار
الأربعاء 30-10-2013
أسعد عبود

الفشل قضية نسبية, من ينتظر من جنيف 2، سورية هادئة مسالمة غارقة في عملية التنمية مختلفة الجوانب « اجتماعية واقتصادية وسياسية « هو إنما ينتظر حلماً لا تتوافر عوامل فعلية لتحقيقه. ومن يرى في انكفاء مشروع جنيف نهاية الحلم ، هو بصراحة متشائم بعض الشيء أو كل الشيء.

وضع جنيف 2 ومعطياته – فيما إذا عقد - لا يمكن أن يشكل محلاً لحوار بين القوى المتصارعة في سورية يخلق حالة ثقة بينها. بل هو إن نجح في تحديد أطرافه ، سيكون في مرحلة تسبق بمراحل تبادل الثقة. هو مشروع ولد من رحم التشوه السرطاني في تطورات الحالة السورية. وأقصى ما يمكن أن يصله ، وسيكون ناجحاً بجد إن وصله ، أن يستأصل هذا الورم السرطاني ويعيد القضية إلى الجسد الفعلي صاحب المصلحة المتمثل بالشعب السوري ..ليس إلا.‏

برأيي ووفق كل ما جرى حتى اليوم ، لم يخلص أحد بالمطلق للحوار السوري لإيجاد مخرج للقضية.هذا إن لم يكونوا قد أجمعوا دون أن يتفقوا على خطورة هذا الحوار واستحالته. وعملوا أوعملت الأحداث التي ساهموا جميعاً بها لجعل الخلافات بين السوريين مسربلة بالدم والحقد والكراهية والجريمة ، إلى درجة أن يصبح مجرد التفكير بالجلوس على طاولة واحدة للحوار ، ضرب من السذاجة.‏

أول محاولة للتفاوض سورياً كان لقاء دمشق الشهير الذي عرف باسم « اللقاء التشاوري للحوار الوطني الشامل « الذي عقد في مجمع صحارى بدمشق في تشرين الأول 2011. فتح ذاك اللقاء باباً كان أثره الأول أنه أخاف القوى العاملة على الساحة السورية ، فنفي داخلياً وخارجياً. وباعتبار ما وصل إليه من نتائج كان لقاء فاشلاً بامتياز ابتداء من الإعداد له واختيار المشاركين فيه ، وليس انتهاء بالنتائج المتمخضة عنه.‏

فتح فشل اللقاء الباب لحلول بديلة وليس لحل بديل. حلول متعددة بعدد القوى المتصارعة. الحكومة سعت إلى رسم طريق آخر عبرت عنها مبادرة السيد الرئيس بشار الأسد ، ومنها أواعتماداً عليها انطلقت محاولة حوار تديره الحكومة ، بقي حوار بين جهاتها وقوى محيطة بها وابتعدت قوى المعارضة الأخرى ، بل شنت عليها حرباً شعواء مقرونة بالسخرية. المعارضات فقد استسلم الأعلى صوتاً فيها ، لما يرسم لها. وهكذا ذهبوا بالقضية نحوالتعريب ، ومن التعريب إلى التدويل ، فتشابكت المواقف ، وأصبحت إدارة الأزمة دولياً وعربياً هي إدارة لتورط الجهتين العربية والدولية بها. ومن رحم هذه الإدارة تأتي الدعوة لجنيف والموافقة عليه. وبالتالي الحد الأقصى الذي يمكن أن نتخيله من نجاحات جنيف : اولاً تحديد القوى الصالحة للحوار وثانياً امكانية اتفاق أولية لهذه القوى على مرحلة لاحقة يكون فيها حوار.‏

As.abboud@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 774
القراءات: 799
القراءات: 787
القراءات: 877
القراءات: 731
القراءات: 849
القراءات: 794
القراءات: 841
القراءات: 770
القراءات: 815
القراءات: 716
القراءات: 809
القراءات: 801
القراءات: 768
القراءات: 812
القراءات: 944
القراءات: 678
القراءات: 984
القراءات: 1143
القراءات: 881
القراءات: 842
القراءات: 1162
القراءات: 1054
القراءات: 831
القراءات: 993

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية