تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بحجـم الوطن..!!

الافتتــاحية
الأحد 8-1-2012
بقلم رئيس التحرير: علي قاسم

حَمَلَ السوريون أكفان شهدائهم، ومعها حملوا أمانيهم وتطلعاتهم إلى غدٍ يدفنون فيه أوجاعهم وآلامهم.. كما سيدفنون المؤامرة والأيدي التي تديرها.

لم يكن المشهد يحتمل الكثير من التعليق أو التفسير وفيه ما هو أكبر من أي تعليق، وأوضح من أي تفسير.. كما لم يكن موقف السوريين بحاجة إلى شرح وقد استفاضوا فيه إلى حدٍّ غير مسبوق..‏

هكذا عبّر السوريون عن يقينهم بالشهادة والشهداء.. عن الذين يضحّون من أجل الوطن.. وكانت رسالة بلغة متقنة ومفردات معبّرة وجزلة.‏

رسالة السوريين هذه تحوي أيضاً سطوراً وربما فصولاً كاملة لمن احترف القتل والإرهاب.. للذين يستهدفون السوريين في حياتهم ووجودهم.. لأولئك المتربصين بهم.. ولجميع الذين يديرون المخطط والمتورطين فيه، والمنفذين له.‏

ندرك أن جرحنا كان كبيراً.. وأن دماءنا التي سالت كانت تعني كلّ السوريين، وندرك أيضاً أنها بتجلّياتها المختلفة تترجم ذلك الوجدان الذي يتشاركون فيه دون سواهم.. وأنها تعيد رسم خارطة انتمائهم.. ومساحة الوطن فيهم..‏

حقائق لم تكن تحتاج لمن يعبّر عنها.. ولا لمن يوضحها.. لكنه الشهيد في عيون الوطن.. والوحدة الوطنية في عيون أبنائه.. والوعي في وجدانهم.. ثالوث يطيب للسوريين أن يكون دائماً مفصلياً في حياتهم.. وفي علاقتهم في المحن كما هو في الصعاب.. في المفازات الصعبة كما هو في المراحل الخطيرة.. في المواجهة المحتدمة اليوم بأشكالها.. كما هو في الممانعة والصمود..‏

ما هو أوضح أن مدبّري المؤامرة ومخططيها ومنفذيها جاؤوا إلى المكان الخطأ واختاروا التوقيت الخطأ.. وأجروا الحسابات الخطأ.. كما عمدوا إلى تركيب المعادلة بشكل خطأ.. لم تُخِف يوماً السوريين أي مؤامرة.. لم ترهبهم أيادي الإرهاب وكانوا أول من تصدّى له ولرموزه وتنظيماته.. وكانوا الأقدر على اجتثاثه في الماضي، وهم كذلك اليوم مهما تعددت أشكاله.. ومهما تنوّعت مصادره، ومهما كثرت الأطراف والدول والقوى الداعمة له..‏

يؤلمهم.. هذا صحيح.. كانوا أمس واليوم وربما غداً يتحسّسون مواضع الوجع فيهم.. أيضاً هذا صحيح لكن الصحيح أيضاً أنهم سيكبرون على آلامهم.. وسيتغلبون على أوجاعهم.. هذه سيرتهم وهذا تاريخهم.. وهذا هو حاضرهم وعليه سيكون غدهم..‏

على امتداد أرض الوطن.. كانوا يتقاسمون تلك الآلام.. وعلى امتداده كانوا يرددون الكلمة والقسم والانتماء ذاته لم يصغوا إلى هرطقات المهزومين والعملاء.. ولا إلى التفسيرات المبتذلة لأولئك الخونة والمتآمرين.. وهم يدركون اليد التي طالت أمنهم.. يعرفونها جيداً.. ولهم معها مساحات كبرى من المواجهة.. ويتقنون فنون استئصالها الذي حان زمانه وتوقيته..‏

وعندما يحين الوقت والزمان.. فإن السوريين على عهدهم.. وعلى إيمانهم.. وعلى إرادتهم وثباتهم.. وغداً لنا كلمة أخرى..‏

a-k-67@maktoob.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7091
القراءات: 1010
القراءات: 1169
القراءات: 955
القراءات: 956
القراءات: 943
القراءات: 1074
القراءات: 905
القراءات: 844
القراءات: 941
القراءات: 990
القراءات: 875
القراءات: 813
القراءات: 864
القراءات: 1068
القراءات: 947
القراءات: 766
القراءات: 954
القراءات: 975
القراءات: 1036
القراءات: 991
القراءات: 869
القراءات: 1039
القراءات: 948
القراءات: 1079

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية