لسنا وقوداً....
البقعة الساخنة الأحد 18-8-2013 ديب علي حسن هل قدر العرب أن يكونوا وقود المتغيرات العالمية منذ قرون وهل هذه المتغيرات هي بشكل أو آخر حنين إلى الاستعمار، ومن الاستعمار نفسه ....؟ لماذا لا يحسنون -العرب- قراءة ما يجري حولهم وهم في أغلب الأحيان وقوده،ولو أعملوا التفكير قليلاً لكانوا صناعه وقدوته وحولوه إلى مصلحة قومية عليا في هذه الظروف ....
الولايات المتحدة امبراطورية الأفول في القرن الحادي والعشرين تتساقط أوراقها ، وتتهرأ أغصانها وتتكسر غصناً تلو الآخر في أماكن كثيرة من العالم ، بدءاً من منطقة الشرق الأوسط وصولاً إلى آسيا مروراً بحديقتها الخلفية أميركا اللاتينية وتحولاتها ويقظة شعوب العالم ، ولكن الغريب في الأمر أنه في هذه التحولات يظهر الأعراب الذين مروا عبر الربع الخالي وبقوا هناك ، يظهرون أدوات رخيصة لا قيمة لها الا استعمالاً لمرة واحدة في نهاية مطاف قد يطول حتى يستقر مع الإشارة إلى أن هذه التحولات كانت قد بدأت منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، ولكن الذي لم يأبه له هؤلاء الذين ظنوا أنهم حققوا ما يريدون أن قدرة الشعوب على التحرك وإعادة رسم معالم استراتيجيات جديدة تجعلهم قادرين على مواجهة امبراطورية الشر الأميركية كما فعلت روسيا الاتحادية ، وحدهم الأعراب لم يروا هذا الواقع ولم يشعروا به يظنون أن العالم الذي كان أواخر القرن العشرين ما زال قائماً وسيبقى وإلا ما الذي يجعلهم من الماء إلى الماء ينشرون الخراب والدمار والموت ويعملون على تبديد طاقات الأمة من بنى تحتية ومقدرات عسكرية، ورسالة حضارية وثقافية ... الطاقات المهدورة التي تبعثرها أنظمة العمالة الأميركية في الوقت المستقطع لو صرف ربعها في أي صحراء لجعلها جنة الأرض، وإذا كانت الأهداف الأساسية لم تتحقق كما يريدون، فإنهم انتقلوا إلى تجريب أدوات جديدة ووسائل أكثر خسة ونذالة لعلهم يحققون من خلال الفتنة المذهبية ما يريده سيدهم الأميركي والاسرائيلي ،وهل للمتابع أن يأخذ ببراءة المسميات التي يطلقها الارهابيون على أعمالهم الوحشية ، اسماء يريدون أن يشوهوا سيرة أصحابها أولاً ، وثانياً بث روح الحقد والتجزئة من خلال هذه الأعمال الإرهابية .
من بيروت إلى بغداد إلى كل منطقة في أرض الوطن العربي تسرح العصابات الارهابية ، ترفع علم القاعدة وتتفنن بأساليب الارهاب والعالم صامت يرى ،يراقب ، لا بل أن الأنظمة التي ارتضت أن تكون أداة للانحطاط هي التي تمول وتدعم وتضرم ناراً كبرى لن تقف عند حد أبداً ، فالذين يظنون أنهم بمنأى عما يجري ولا يعرفون أنهم ليسوا الا حطب أفول المشروع الأميركي، هؤلاء على مشارف الهاوية ، فالعرب الذين يخوضون الآن تحولات كبرى ، بعضهم يريدها عودة إلى الجاهلية ولكن ثمة من يمسك بالهدف ويرسم ملامح الطريق الحقيقي يبدو الحريق هائلاً ولكن ثمة من يعمل على إطفائه والحؤول دون أن يأخذ كل الأخضر معه، فما جرى في مطلع القرن العشرين ونهايته لن يكون عبئاً جديداً على العرب ، فثمة من يناضل ويدافع ويرسم ملامح غد حقيقي قد يطول التحول لكنه لن يكون خارج ملامح الغد الذي ينتظره محور المقاومة .
d.hasan09@gmail.com
|