تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ثروة تستحق الدعم

حديث الناس
الأحد 18-8-2013
وليد محيثاوي

حلقت اللحوم الحمراء في أسعارها و تجاوزت كل الخطوط، لدرجة أن المواطن بات يستمتع بالتسوق لتمتيع نظره بها معلقة على واجهات القصابين، و لم تقف اللحوم البيضاء مكتوفة الأيدي أمام موجة الغلاء التي كوت جيوب أصحاب الدخل المحدد،

فحتى إن الفروج أصبح وجوده ضرباً من المستحيل أو الرفاهية، و باتت المائدة محكومة يومياً بعمليات حسابية في كل أسرة من قبل وزارة الاقتصاد المنزلي الموكل إليها تدبير السياسة المعيشية اليومية، بما يتناسب مع الدخل الذي التهمه الغلاء.‏

فارتفاع أسعار الأعلاف لا شك أنه من أهم أسباب ارتفاع أسعار اللحوم و الألبان و الأجبان، فخلال عامين تضاعف سعر كيلو العلف من خمس عشرة ليرة إلى تسعين ليرة، و انعكاس سعر صرف الدولار على هذه المادة المستوردة، إضافة إلى صعوبة عمليات نقل المواشي و الثروة الحيوانية من أماكن تمركز إنتاجها إلى المحافظات في ظل الظروف الأمنية، حتى إن هذه الثروة لم تسلم من اعتداء المجموعات الإرهابية لها من تدمير و سرقة و نفوق الآلاف من رؤوس الأبقار و الأغنام و خروج المئات من منشآت الدواجن عن الخدمة، إضافة لاستمرار عمليات تهريب هذه الثروة إلى دول الجوار باستغلال واضح للأزمة.‏

فإذا اعترفنا بهذه المبررات لا بد أن نعترف أيضاً أن هناك تقصيراً واضحاً من قبل المعنيين في حماية هذه الثروة الاقتصادية، فأين دور مؤسسة الأعلاف ؟ و لماذا تم حصر استيراد هذه المادة بأشخاص من القطاع الخاص لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد الواحدة ليتحكموا بسعرها ؟ و لماذا لم تتصد وزارة الزراعة عبر مؤسساتها في التدخل الإيجابي و استيراد المادة بأسعار مدعومة من قبل الحكومة ؟ و أن تكون مؤسسة الأعلاف هي التاجر بدلاً من القطاع الخاص، و أين القرارات التشجيعية للمربين بدلاً من الحلول الإسعافية كاستيراد الفروج أو اللحوم المجمدة و التي لا فرق كبير بين سعرها و سعر المنتج المحلي.‏

إذاً فقطاع الثروة الحيوانية الذي حقق أرقاماً عالية في عمليات الإنتاج و التصدير يستحق الدعم و الاهتمام الأكبر و بحاجة لإجراءات كبيرة، فهل يكفي أن تقوم وزارة الزراعة و اتحاد الفلاحين و غرف الزراعة بالوقوف على أطلال تدهور هذا القطاع الاقتصادي الحيوي و تشخيص أسباب المشكلة، أم أن الأمر بحاجة لقرارات فاعلة على الأرض لإنقاذ هذه الثروة الاقتصادية و حمايتها لما يخدم الوطن و المواطن ؟..‏

wmhetawi@hotmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 وليد محيثاوي
وليد محيثاوي

القراءات: 729
القراءات: 1125
القراءات: 773
القراءات: 755
القراءات: 793
القراءات: 729
القراءات: 818
القراءات: 812
القراءات: 825
القراءات: 825
القراءات: 4089
القراءات: 829
القراءات: 938
القراءات: 934
القراءات: 789
القراءات: 842
القراءات: 910
القراءات: 828
القراءات: 865
القراءات: 877
القراءات: 903
القراءات: 977
القراءات: 864
القراءات: 1497
القراءات: 978

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية