تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


السياسي بأسمال أمنية

البقعة الساخنة
الاربعاء 7/2/2007
خالد الأشهب

منذ بداياتها الأولى في البيت الابيض, تتبنى ادارة الرئيس جورج بوش تفكيرا أمنيا محضا في تعاملها مع أغلب مشكلات العالم,

وفي النظر إلى هذه المشكلات من جهة ثانية, وتستبعد كل ما هو سياسي منها, ولهذا جاءت الحلول والاستراتيجيات التي ابتدعتها هذه الادارة ذات طابع أمني أيضا, وبينها, بالطبع, الاستراتيجية الأخيرة التي اعلن عنها بوش في العراق والتي طالب الكونغرس أمس بالموافقة عليها ورصد 235 مليار دولار لتمويلها طيلة السنتين المتبقيتين له في البيت الابيض.‏

وبطبيعة الحال, لا تجهل ادارة الرئيس بوش الطابع السياسي لتلك المشكلات ولا تجهل ضرورة أن تكون حلولها أيضا سياسية غير أنها, الادارة, تتجاهل ذلك, وتصر على تكريس الأمني على حساب السياسي, أولا, لكي تضلل العالم وتحاول ايهامه بأن الحضور العسكري الأميركي المكثف في المنطقة هو لحفظ الأمن فيها ولفض النزاعات التي تعتبرها قائمة من قبل, وثانيا لكي تنفذ من هذه البوابة البريئة في ظاهرها فقط نحو تحقيق أطماعها واطماع من يقف خلفها من كارتيلات النفط والفولاذ وغيرها.‏

ولئن كان الأمر على هذا النحو من التجاهل والتعامي وليس جهلا أو عمى حقيقيا لدى ادارة الرئيس بوش في التعاطي مع مشكلات المنطقة فإن النزاعات التي اثارتها هذه الادارة أو تتدخل فيها مرشحة للتصاعد والتفاقم طردا مع القدر الذي تبقى لهذه الادارة من صلاحيات في القرار والتصرف في مواجهة الكونغرس, وعكسا مع كل ما يعيد هذه النزاعات إلى اصولها السياسية الحقيقية. فبقدر ما تصمد المقاومة في العراق وتتصاعد , تثبت أن الاحتلال كسبب سياسي هو وراء مشكلة العراق الدامية, وبقدر ما يتوحد الفلسطينيون ويتضامنون يثبتون أن الاحتلال الاسرائيلي هو السبب السياسي الحقيقي لمعاناتهم الأمنية.‏

التطبيقات الجديدة لاستراتيجية الرئيس بوش في العراق لا تقدم حتى الآن أي جديد في امكانية أن تستعيد ادارته زمام التحكم بالشأن العراقي واعادة انتاج أي انتصار من سلسلة الاخفاقات التي يواجهها الاحتلال الأميركي في هذا البلد, الأمر الذي يؤشر إلى تواصل أزمة ادارة بوش وغوصها عميقا في مستنقع دخلته بأقدامها وادارتها, ويبقى أن ينجلي صراع الارادات الدائر اليوم عن ترجيح التفكير السياسي على التفكير الامني في العقل الأميركي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 2200
القراءات: 2101
القراءات: 2523
القراءات: 2479
القراءات: 2255
القراءات: 2622
القراءات: 2567
القراءات: 2504
القراءات: 2273
القراءات: 2596
القراءات: 2808
القراءات: 2700
القراءات: 2402
القراءات: 2861
القراءات: 2929
القراءات: 3011
القراءات: 2793
القراءات: 3170
القراءات: 3121
القراءات: 3226
القراءات: 2623
القراءات: 3093
القراءات: 3578
القراءات: 3341
القراءات: 3398

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية