تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لأنّه آن الأوان .. !!

الافتتاحية
الاثنين 9-1-2012
بقلم: رئيس التحرير - علي قاسم

مرارة الألم التي تعتصر السوريين لم تعد حكراً على بقعة هنا أو ساحة هناك .. بل تمتد في أصقاع مختلفة وهم يلمسون حدود التآمر ويدكون خيوطه التي تتكشف بهذا الشكل البشع والموجع أحياناً، وخصوصاً حين تكون بتلك الأصابع العربية التي توغل في الدم السوري.

ومرارة الألم تحضر حين يتحول هذا الشاهد إلى واقع يطرق أبوابهم المشرعة دائماً من عربي وصل في دوره وموقعه إلى حدود الابتذال الوقح والرخيص.‏

هذه المرارة التي لامست جراحنا دائماً، كنا نصبر عليها.. نكابر في صوت الألم.. نحتمل ما عجز الآخرون حتى عن رؤيته.. لكنها هذه المرة جاءت ملطخة بهذا الحقد الدفين.. بذلك التورم غير المقنع.. وبهذه العجرفة المؤلمة.‏

تستطيع قطر أن تذهب أبعد من ذلك.. وقد رمت أوراقها وكشفت عن كل مافي خباياها.. لم يعد هناك ما هو خارج التداول.. ويستطيع حمدها أن يسهب في شرحه وأن يذهب إلى حيث تغوص قدماه اليوم.. وإلى حيث تتلوث أصابعه بالدم السوري.‏

بالغنا في صمتنا.. بالغنا في المهادنة.. وبالغنا أيضاً في التجاهل.. واليوم تنفتح الجراح دفعة واحدة.. سمعنا التطاول وصمتنا.. رأينا الوقاحة وسكتنا.. لمسنا التآمر ولذنا بالمواربة.. انسفك دمنا.. وأدرنا وجهنا.‏

كل هذا كان صحيحاً.. كل هذا الوجع، ومع ذلك كنا نأمل أو نتأمل لحظة يعود فيها العقل.. أو يصحو معها الضمير.. لا ننكر أنّ مبالغتنا هذه فُسّرت على نحو خاطىء.. وقُرئت لدى المتآمرين على نحو مغلوط .. بل تم استغلالها بشكل بشع.‏

لكن هذا لا يمنع أن نقول كلمتنا.. أن نجاهر في موقفنا.. في كلمة السوريين التي لا يريد أن يسمعها حمد وقد قيلت مراراً وتكراراً ، وموقفهم الذي عبروا عنه ولا يرغب في الأخذ به.. وهو واضح.. والسوريون رغم ما يكنونه للشعب القطري يقولون اليوم.. ماهكذا تورد الإبل .. وليس بهذا الشكل المريع .. حين بات حمد يحدد عداءاتكم وصداقاتكم.. وفقاً لأمر العمليات الأميركي وتبعاً للرغبة الاسرائيلية.‏

لا ننكر أن الشعب السوري اتخذ قراره.. وكان واضحاً وصريحاً لا لبس فيه ولا غموض.. عبرت عنه الساحات السورية والملايين التي احتشدت وتحتشد في كل مناسبة لتؤكد أن قرارنا وطني ومستقل .. لا يقبل املاءات.. ولا يرضى إلا بمشروعه الإصلاحي ويرفض أي تدخل من أي جهة كانت، ومن أي مستوى جاءت، لأنه الأقدر على حل مشاكله، هكذا كان السوريون في الماضي.. وهم كذلك اليوم وسيبقون في المستقبل.‏

لم يفوضوا أحداً في الماضي .. ولم يفوضوه اليوم.. ولا يقبلون أن ينطق أحد باسمهم بل يرون فيه تعدياً عليهم وتطاولاً فظاً غير مسموح به.‏

كان موجعاً للسوريين أن يتنطح الكثيرون في هذا الزمن الغادر.. أن يتورم دورهم .. أن تتضخم أوهامهم .. أن تصل الأدوار الطارئة إلى هذا الحد من الغدر والخيانة.‏

يستطيع وزير خارجية قطر أن يتبجح بدوره المشبوه.. وبتاريخه الأسود.. ورغبته في الذهاب بعيداً في إدارة أوراق المؤامرة.. لكنه لن يقدر أبداً على مسح ذاكرة السوريين ولن يقدر على قلب الحقائق مهما استقوى وتآمر.. وأيّاً تكن أوهامه كما تورماته هي حالة طارئة ستزول.. وحينها حتى عقارب الساعة سوف تعيد النظر في اتجاهها.. لأنّ التاريخ لن يرحم.. لا نحن ولا أولئك.. فلنقل كلمتنا ونمضي.. وهذا حق لنا كما هو واجب علينا.‏

سورية التي تعاونت مع المراقبين في المبدأ كانت جادة وستبقى كذلك مادامت بعثتهم تقوم بدورها الحيادي وموضوعيتها ونزاهتها التي تخدم سورية والعرب ومادام رئيسها يلتزم بما هو وارد في البروتوكول ويحكم ضميره.. لأن لديه - كما البعثة - مهمة حقيقية لا بد أن تؤديها على الأرض وهي كشف حقيقة ما يجري والاشارة دون حرج الى أولئك المتربصين بأمننا.. بوجودنا.. بحياتنا.. إلى المسلحين والإرهابيين وقد كانوا شهوداً على تلك الأيدي الآثمة التي استهدفت السوريين في حياتهم.. وفي مؤسساتهم .. وفي معيشتهم.‏

a-k-67@maktoob.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7091
القراءات: 1010
القراءات: 1169
القراءات: 955
القراءات: 956
القراءات: 943
القراءات: 1074
القراءات: 905
القراءات: 844
القراءات: 941
القراءات: 990
القراءات: 875
القراءات: 813
القراءات: 864
القراءات: 1068
القراءات: 947
القراءات: 766
القراءات: 954
القراءات: 975
القراءات: 1036
القراءات: 991
القراءات: 869
القراءات: 1039
القراءات: 948
القراءات: 1079

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية