لكن الذي يكتب رواية سورية الدموية، يغير باستمرار في فصولها وفي أسلوب سردها.. مرة يكتب بالدم..ومرة يكتب بالأجساد المحروقة.. ومرات يخترع فصول العتمة التي يستلهمها من تاريخ القتل والتدمير السلفي التكفيري الذي ترفضه العقول والأديان والإنسانية..
ثم.. يتحدثون عن الإنسانية.. وعن الحرية..ويفبركون نهايات لسردهم الدموي.. ولكن سرعان ما تتغير النهايات لأننا نعرف من يكتبها ومن ينقحها.
هل يشك المواطن السوري لحظة أن الذي يكتب روايتنا هي أميركا؟ وهل يساوره الشك لحظة بأن أبطال الرواية هم من صنع أميركا الحنونة على الشعب السوري وعلى حريته وسعادته وبتمويل من إخواننا العربان المخلصين لأسيادهم الصهاينة..
ولأن زعيم العربان الجديد يحب الشعب السوري راح يتمسح بأعتاب الغرب والأمم المتحدة كي تساعده على حماية السوريين لأن أمواله التي اشترى بها العملاء والخونة لم تحقق له أحلامه الخبيثة مع أنه اشترى لهؤلاء الخونة السواطير والشيوخ والفتاوى الشيطانية والإعلام الكاذب، وخصص مبالغ طائلة من حرّ ماله لتقسيم سورية وتدميرها.. تباً له من عربي.. وتباً لتاريخه الأسود الذي لن ينساه السوريون.وبئس عروبة زعيمها وقائدها حمد.
نعم.. الرواية لم تنته بعد.. وفصلها الختامي لم يتفقوا عليه، والدليل على ذلك إرهابهم المنظم وتفجيراتهم الوحشية التي تحصد أرواح السوريين بالجملة.فهل من شكّ بعد الآن أن أميركا لا تحبنا؟ وأن مجلس الخيانة لا تعنيه سوى الحرية؟
هاهم شهداؤنا ينامون أحراراً بين يدي الله..دمهم في (الميدان) يسيل حراً على أرض سورية. كما سال من قبل في كفرسوسة. وهاهي دموع أحبتهم تنزل لعنات على صدور الأعراب الذين يتاجرون بدم سورية..وسورية حزينة الآن. اتقوا حزنها.. واتقوا صبرها.وانتبهوا من غضبها، فأشجارها غاضبة، وجبالها تزأر، وبردى دام يوزع دمه على دمشق الأبية..دمشق الشعب العظيم الذي سيكتب الرواية الصحيحة لشعب يرفض الذل ويدرك جيداً ما يرمي إليه مجلس الخونة.. فهم لا يريدون الحرية بل يريدون تدمير الدولة وبنية الدولة وتحويل سورية إلى بحيرة دم..وإلى أرض محروقة تصول بها خيول الفرنجة وخيول العثمانية الطاغية.. لكن لن تمرّ خيولهم..ولن يمروا إلا على أجساد الأبطال من أبناء سورية الذين سيكتبون بدمهم تاريخا جديداً لسورية الحبيبة..
لا بأس.. فحصار الأعراب قد يطول.. وقد نعود إلى قناديل الكاز..وقد نبكي أحبة كثر.. ولكن هذه الشام.. وهذا الشعب السوري.. وهذا تاريخه وتلك هي قيمه ولن نسمح بتخريب القيم التي نؤمن بها. قيم النضال والعزة والكرامة والتي من أجلها تسيل دماء الشهداء وتروي تراب سورية.
هاهم.. القتلة والعملاء..يريدون لسورية أن تعود إلى عصر السفربرلك عبر ضرب وتخريب بنية الدولة وتدمير اقتصادها وتهميش رموزها الوطنية ونزع القداسة عن ثوابتها..و ما بنته الدولة وعززته بسواعد السوريين منذ عقود طويلة يريدون هدمه وإسقاطه لتسقط سورية وتسقط معها منظومة القيم الأخلاقية والدينية والتاريخية التي تربينا عليها فتتآكل الذاكرة الجهادية وتضيع الهوية الوطنية والقومية وتموت المبادئ وتلغى المحبة والتسامح وتسود شريعة الغاب. وهذا ما لاحظت مؤشراته من خلال التتبع لإعلام (ما يسمى بالمعارضة) وللمواقع الإلكترونية ولصفحاتهم الفيسبوكية. حيث التخلي عن لغة العقل وابتكار روايات لا أخلاقية. كاذبة والقدرة على مشاهدة تقطيع أوصال الإنسان دون رحمة والتغني بهذه الأفعال مع حجم كبير من الشتائم التى يتبادلونها ويرشقون بها كل من لا يوافقهم إذ لا يقبلون إلا أنفسهم ولا يناقشون إلا بلغة القدح والذم والشتيمة والتهديد.وهذا ما لم نكن نعتده في بلدنا ولا في أبنائنا.
وما يسترعي الانتباه أن هؤلاء لا يقبلون التراجع عن الخطأ الذي كان يعد فضيلة..كما أنهم لا يقبلون إلا بقناعاتهم مهما كانت الحجج والإثباتات (إنهم مثل الجامعة العربية ومثل مراقبيها) كل الشواهد وكل الإثباتات التي على الأرض لا تغير نظرتهم الجامدة ولا تهز مشاعرهم ولو بكت ألف أم أمامهم..) ما هذا التحجر أمام الدم السوري..هل دمنا رخيص عندهم إلى هذه الدرجة؟ وإلى متى يظل العربي مرتهناً لجلاده الذي يكتب عنه روايته ويسمح له بوضع شخوصها ونهاياتها الزائفة.
في سورية قد يكتب العملاء فصولا» من الرواية ولكن السوريين..كل السوريين الوطنيين..سيغيرون الفصول وسيمحون النهايات الذليلة ليكتبوا بالدم رواية الانتصار والبطولة ويضعوا النهاية التي تليق بسورية وبشعبها العظيم.