| على لائحة الانتظار ..! البقعة الساخنة بهذه السطحية، حين لم تتجاوز كل ما فعلته حدود التحقيق الصوري الذي أجرته وزارة الحرب الإسرائيلية لتصل في نهايته إلى لفت انتباه ضابطين لديها !! لكنه في المقابل كان من المدهش أن يصف الأمين العام للأمم المتحدة بأن ما قامت به إسرائيل يشكل تحقيقا، وإن شكك بمصداقية ما فعلت، فالأمين العام يدرك ان المطلوب أكثر من ذلك وان كل ما فعلته، ليس أكثر من محاولة للالتفاف على التقرير، بناء على النصيحة الأميركية القاضية باستيعاب التقرير واحتواء نتائجه. وبين التقرير الإسرائيلي والتقرير الأممي يبدو أن رحلة غولدستون دخلت المتاهة المعقدة التي تنتظره منذ لحظة إطلاقه، وهي متاهة يراد لها أن تبتلع كل ما يمكن أن يترتب عليه من احتمالات، وأن يتحول إلى مجرد لائحة أخرى من اللوائح المتعددة والتقارير الدولية التي أدخلت في ثلاجة الانتظار الدولي. ما يثير أن الرحلة تلك كانت موضع التباس، وأن التعاطي الدولي وتحديدا المنظمة الدولية كان إلى حد بعيد باردا خجولا ولم يلق الاهتمام الذي يستحق، والنصيحة الأميركية للإسرائيليين باحتواء التقرير سرت على المنظمة الدولية ذاتها التي ما برحت تتعاطى مع النصيحة بحذافيرها. وإذا كان الأمين العام للأمم المتحدة قد أغفل الصيغة المقترحة للتحقق من صدقية ما أقدمت عليه إسرائيل، فإنه لم يغفل التلميح المضمر حينا والصريح أحيانا إلى المساواة بين الردين الفلسطيني والإسرائيلي على حد سواء في عملية التفاف على الواقع الذي أنتجه التقرر ذاته. فالأرضية التي وفرها التقرير، كانت تقتضي العمل الحثيث على متابعة ما طالب به، عبر محاكمة المسؤولين الإسرائيليين عن الجرائم التي اقترفتها قوات الاحتلال، وليس فقط التوقف عند حدود التحقيق الإسرائيلي ونتائجه المستفزة، إذ كان من الطبيعي ان تجد فيه إسرائيل الثغرة المنتظرة للتحايل على مضمونه والحدود التي يمكن أن يذهب إليها. لقد اتضح منذ البداية أن التقرير تنتظره الكثير من القنوات الملتوية وبعضها يبدو مغلقا، فيما سيكون قسما أخر مواربا في اتجاهه وهدفه، وبالتالي من الأهمية بمكان التعاطي مع أي معطى جديد بكثير من الجدية والحزم. وما حصل في تقرير أمين عام المنظمة الدولية واحدة من الشواهد التي تقتضي عدم التساهل، وتحتاج إلى متابعة فعلية لأن ثمة الكثير من الألغام المزروعة في طريقه والتي يراد من خلالها تقويض بصيص الأمل بالوصول يوما إلى محاسبة المسؤولين الإسرائيليين عن جرائمهم المقترفة بحق الإنسانية. a-k-67@maktoob.com
|
|