تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وجه آخر للحرب

البقعة الساخنة
الأثنين 23-12-2019
علي نصر الله

اتخاذُ الولايات المتحدة الخطوة العدوانية الجديدة ضد سورية في سياق سياسات البلطجة والترهيب،

وفي إطار ممارسة الإرهاب الاقتصادي من بعد الفشل باستخدام كل أشكال الإرهاب الأخرى خلال سنوات الحرب والعدوان، ذلك بتوقيع دونالد ترامب ما سُمي بقانون (قيصر)، في أيّ ميزان دولي ستُوضع؟ وهل سيُنظر لها كامتداد للعدوان لن تَتأخر أوروبا العجوز عن الالتحاق بها؟ أم أنّ العالم (الديمقراطي الحر) لا يَملك من أمره سوى أن يُطيع واشنطن ويَرضخ لفجورها؟.‏

ليس مُهماً أن تُضيف القارة العجوز، وبقيّة المُلتحقين بواشنطن، صفحة سوداء في سجلاتهما القذرة، من خلال الالتحاق بأميركا تعبيراً عن التبعية المُذلة لهما، غير أن الأهم هو أن الغرب كجزء من تحالف العدوان لم يُدرك بعد أنه سيَغرق وحده بكارثية نتائج انقياده لأميركا يوم تُقرر الاستدارة وتَغيير الاتجاه، وقد حصل ذلك مراراً .. راجعوا وقائع الأمس القريب المُتصل منها بصراعاتها عبر البحار، وبحروبها العابرة للقارات!.‏

الاستهدافُ الأميركي الجديد لسورية، هو بكل الاعتبارات، إرهابٌ مَوصوف يأتي كخطوة إضافية لاستكمال ما بدأته منذ زمن طويل، ذلك أنه إذا كان برز كاستهداف مباشر خلال السنوات المُمتدة من 2011 وصولاً إلى اليوم، فإنّ ما سبق هذا التاريخ، وتَحديداً بعد العام 2000 مروراً بالعامين 2004 - 2005 (قانون محاسبة سورية) يُؤكد أن سياسة واشنطن الرسمية المُعتمدة تجاه سورية هي عدوانية، انتهجتها الإدارات المُتعاقبة، والحالية، لا لأن النظام السياسي في سورية يُعجبها أو لا يُعجبها، وإنما لأن الدور الوطني والقومي الريادي العملاق الذي تلعبه سورية يُعطل المشاريع الصهيوأميركية بالمنطقة والعالم.‏

الاستهدافُ الأميركي الجديد هو وجهٌ آخر للحرب، وشكلٌ آخر من أشكال الإرهاب والعدوان المباشر، الذي تنتظر واشنطن منه أن يُحقق لها ولشركائها على امتداد تحالف الشر الذي تقوده - الكيان الصهيوني، لندن، باريس، الخليج الوهابي، وتركيا الأخوانية - ما عجزت عن تحقيقه بالإرهاب، بالحديد والنار، وبالتهديد والوعيد، وهو ما لن يَتحقق، كيف؟ ستَرى واشنطن، وسيرى المُلتحقون بها، مَساراً سورياً آخر في الاقتدار على صناعة الانتصار.‏

بالأمس القريب، وبمُناسبة انعقاد دورة جديدة لمَعرض دمشق الدولي كتظاهرة اقتصادية وكحالة وطنية ثقافية اجتماعية، مارست الولايات المتحدة بلا جَدوى التَّرهيب ضد كل الأطراف المُشاركة، وهي إذ تَستمر اليوم بمُمارسة الإرهاب الاقتصادي ضد سورية وحُلفائها والدول الصديقة لمنع أو تعطيل عملية إعادة الإعمار التي انطلقت بثقة، فإنها باعتماد (قيصر) إنما تَبلغ الذروة في تَبني الإرهاب الاقتصادي نَهجاً وسياسة، لا يُعبران إلا عن حالة العجز التي تَعيشها، وإلا عن حالة الفجور التي تتصف بها مع شركائها برعاية الإرهاب المنظم للكيان الصهيوني، والإرهاب التكفيري الوهابي الأخواني القذر.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 11990
القراءات: 1462
القراءات: 1176
القراءات: 1335
القراءات: 1295
القراءات: 1097
القراءات: 1352
القراءات: 1206
القراءات: 1336
القراءات: 1413
القراءات: 1417
القراءات: 1482
القراءات: 1758
القراءات: 1137
القراءات: 1207
القراءات: 1152
القراءات: 1515
القراءات: 1329
القراءات: 1305
القراءات: 1382
القراءات: 1334
القراءات: 1351
القراءات: 1331
القراءات: 1630
القراءات: 1336
القراءات: 1216

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية