ذهب ضحيتها أناس يحبون الحياة ويحلمون بالمستقبل, لكن رعونة سائق وسوء طريق وضعتا حداً لأحلام هؤلاء وحرمت أسرهم منهم, حرمت آباء وأمهات من أولادهم وحرمت أطفالاً صغاراً من آبائهم وأمهاتهم وترك الحادث حسرة وغصة وألماً في النفوس لن تعوضها كل عبارات المواساة والتعازي.
هذا الحادث هو واحد من عشرات الحوادث التي تشهدها طرقاتنا العامة خاصة الطرقات المسماة دولية, والتي تصل بين العاصمة والمحافظات وبين المحافظات بعضها مع بعض.
ضحايا بالألوف وخسائر مادية كبيرة, حتى أطلق على هذا الطريق أوذاك اسم طريق الموت, لكثرة عدد الحوادث وعدد الضحايا التي يشهدها وتودي بحياة الناس بطريقة مفجعة وكارثية تخلف وراءها آلاماً نفسية واجتماعية, لا يعرف مداها إلا من اكتوى بنار الحوادث وفقد أناساً أعزاء على قلبه.
وحسب الأرقام, فإن نحو/2700/ شخص قتلوا جراء حوادث السير في عام /2006/ يضاف إليهم أعداد أكبر من الجرحى والمشوهين والذين يحملون عاهات دائمة وعجزاً تختلف نسبته من شخص لآخر حسب درجة الإصابة وخطورتها.
نزف مستمر وحوادث متكررة دون أن نتمكن من التوصل إلى تخفيض نسبة الحوادث على الطرقات في حين سبقتنا دول عديدة إلى إيجاد طرق للتخفيف من نسبة حوادث السير, وبالتالي تخفيض عدد الضحايا الذين يسقطون سنوياً جراء حوادث السير.
توصلنا إلى تشخيص الداء وعرفنا السبب الذي يتراوح بين رعونة السائقين والسرعات الزائدة وعدم جاهزية المركبات بالشكل السليم, وسوء الطرقات والجهل أحياناً بقانون السير وأصول قيادة السيارة, وغيرها من الأسباب التي يسوقها المسؤولون عن المرور لدى الحديث عن حوادث السير, لكن رغم ذلك مازلنا ننتظر تطبيق العلاج الوقائي بكافة أشكاله.
فلا يكفي أن نشخص المرض, بل يجب البدء بعلاجه لأن الضحايا هم أناس أعزاء على أهاليهم وأصدقائهم وهم خسارة كبيرة للوطن الذي يفقدهم, جراء هذه الحوادث المؤلمة التي تستنزف ثروة بشرية لا تقدر بثمن.