|
أين قرونهم الاستشعارية? البقعة الساخنة ومنذ عدة سنوات أشار خبراء دوليون بالمفاعلات الذرية أن مفاعل (ديمونا) الاسرائيلي تجاوز عمره الافتراضي, وأصبح يشكل خطراً داهماً على المنطقة برمتها, ومع ذلك كانت قرون استشعار الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتحرك باتجاه عواصم لا أسلحة دمار فيها وكانت بوصلة مجلس الأمن الدولي تشير الى مناطق بعينها دون غيرها. ومنذ عدة سنوات أيضاً أصبحت أخبار تسرب الاشعاعات من المفاعل المذكور تتصدر أخبار الجرائد وشاشات القنوات الفضائية وتحذر من حجم الكارثة التي يخلفها المفاعل على سكان النقب وجنوب الأردن مبينة بالأرقام والوثائق إصابة المئات منهم بالأمراض السرطانية المميتة نتيجة لتلك الاشعاعات القاتلة, لكن القوى العظمى لم تشكل فريقاً معنياً بالمسألة للتحقيق فيها أو وضع حد لتداعياتها. ومع أن الأمين العام السابق للأمم المتحدة أدان بالفم الملآن حكومة اسرائيل بسبب استخدامها قنابل فوسفورية وعنقودية في حربها الأخيرة ضد لبنان وطالبها بتسليم خرائط عن أمكنة اسقاط تلك القنابل حتى يكون بالإمكان نزعها وحماية المدنيين من شرورها إلا أن أحداً لم يهتم بالأمر وظلت تلك القنابل تحصد يومياً أرواح الأبرياء أمام سمع العالم وبصره. واليوم يشاهد العالم كله بحكوماته ورأيه العام ومراكز أبحاثه وعلمائه صور البالونات السامة القادمة من اسرائيل الى الأراضي اللبنانية وأخرى شبيهة بها في وادي السير بالأردن, والتي تحمل في جوفها غازات غريبة ومع ذلك لم يصدر حتى بيان عن مجلس الأمن يطالب تل أبيب بتفسير الأمر وشرح أبعاده الخطيرة. ولذلك كله يبقى السؤال الأهم: الى متى ستبقى اسرائيل مستثناة من المعاهدات الدولية والاتفاقيات التي تحظر قيامها بمثل هذه الجرائم النكراء?! ahmadh@ureach.com
|
|