تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الدعم

مــن البعيد
الخميس 28-1-2010
نهلة اسماعيل

لاشك أن القطاع الزراعي في سورية يلقى الدعم الكثير من الدولة، ويظهر هذا الدعم واضحاً بعد كل وفرة في الإنتاج تفوق حاجة السوق المحلي أو خسارة نتيجة الكوارث الطبيعية ولكن هذا الدعم ينقسم في عدة اتجاهات الأول يخص المحاصيل الاستراتيجية،

وهذا أمر لايمكن تجاهله أو المساومة عليه لأنه يؤمن لسورية التوازن الاستراتيجي ويدعم قرارها السياسي، فلا توجد أي مشكلة لمنتجيها باعتبار أن الدعم يصلهم بشكل مباشر والثاني دعم للمحاصيل الرئيسية، وهنا يختلف تصنيف هذه المحاصيل والتي تأتي في المقدمة الزراعات المحمية والحمضيات والزيتون والتفاح والبطاطا، وهذه المحاصيل يختلف دعمها بين منتج وآخر وذلك حسب الأولويات الافتراضية للجهات المعنية، والمشكلة ليست محددة في منتج واحد وإنما في أغلب الزراعات وأكثرها أهمية والتي تلقى الدعم حسب الحالة التي يعيشها المنتج والمزارع وتأتي في أغلب الأحيان متأخرة ليصبح قرار الدعم مع وقف التنفيذ مسكناً ليس أكثر لألم المزارعين ولخيباتهم المتكررة عقب كل موسم زراعي.‏

باختصار مع كل أزمة تسويقية يبادر المجلس الأعلى للزراعة لوضع حلول لدعم هذا المنتج، ولكن هذا الدعم يأتي ناقصاً في أغلب الأحيان وغير قادر على إنقاذ زراعة عمرها عشرات السنين ومثال عن ذلك الحمضيات المصنفة من الزراعات الرئيسية في المنطقة الساحلية يعمل فيها نحو 37 ألف أسرة إضافة للعمال الموسميين وعمال التسويق والعمال في سوق الهال وتجار الجملة والمفرق وتقدر قيمة المنتج المتداولة فيه نحو 10 مليارات ليرة، هذا المنتج الذي حقق المعادلة الصعبة في توفير حاجة الاستهلاك المحلي ويشكل فائضاً نحو 600 ألف طن لايعلم الفلاح كيف يتصرف به وخاصة مع تواطؤ وتحالف الضمان الذي يضمن بساتين الحمضيات من المزارعين مع تجار سوق الهال في بث الشائعات للتحكم بالسوق وأسعاره ليباع المنتج بأقل من التكلفة المرتفعة بعد الدعم بدءاً من الأسمدة، وهذا الدعم الذي لم يحصل حتى الآن شرع الأبواب أمام التجار للتصرف حسب مصالحهم الشخصية وليس الوطنية أو المصلحة العامة ليدفع الفلاح ثمن هذا الدعم الورقي الذي مازال الحديث فيه جارياً مع بداية الموسم وينتهي مع نهايته، علماً أن السيد وزير الزراعة وغيره يعلمون جيداً المشكلة المتفاقمة سنة بعد أخرى ويؤجلون حلها والمتمثلة في ارتفاع تكلفة الإنتاج بشكل عام وفي افتقاره إلىِ الحلقة التسويقية سواء الداخلية أم الخارجية التي تدفع التجار للسيطرة.‏

ولاندري إلى متى تستمر وإلى من يلجأ المزارع في البحث عن هذه الحلقة المفقودة وهو حقيقة الحلقة الأضعف في العملية الزراعية منتظراً الدعم الموعود به منذ سنوات.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 نهلة اسماعيل
نهلة اسماعيل

القراءات: 746
القراءات: 774
القراءات: 949
القراءات: 796
القراءات: 832
القراءات: 804
القراءات: 970
القراءات: 1288
القراءات: 824
القراءات: 849
القراءات: 857
القراءات: 852
القراءات: 2530
القراءات: 921
القراءات: 893
القراءات: 940
القراءات: 1159
القراءات: 1125
القراءات: 1003
القراءات: 912
القراءات: 1043
القراءات: 1008
القراءات: 1002
القراءات: 980
القراءات: 1326

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية