تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ليس حلاً!!

ضوء ساطع
الخميس 28-1-2010م
عدنان علي

مشروع القرار المقدم إلى مجلس النواب الأميركي والقاضي بمعاقبة مشغلي الأقمار الصناعية العربية في حالة تعاقدهم مع القنوات التي صنفها مشروع القرار على أنها إرهابية،

هو في حقيقته محاولة لتقييد تلك الفضائيات وإرهاب المشغلين لإسكات كل صوت يتعرض لسياسات وسلوك الولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة، وخاصة تلك التي تدعم نهج المقاومة ضد الاحتلال.‏

والذرائع التي يسوقها مشروع القرار المذكور، وهو مقدم من النائبين الجمهوري جس بيليراكيس والديمقراطي جوزيف كراولي، بناء على دراسة من معهد ميمري الذي يترأسه ضابط سابق في الموساد الإسرائيلي، هي أن تلك القنوات تحرض على العنف والكراهية، وكأن المطلوب من الشعوب التي تخضع للاحتلال وتمتهن آدميتها وحقوقها البسيطة كل يوم بالقوة والقهر، أن تمجد القتلى وتتغنى بحب جلاديها.‏

وباستثناء بعض الأصوات الشاذة والقليلة التي قد يدفعها الشعور بالمعاناة والمرارة في ظل ضيق ذات اليد، إلى التفوه بكلمات تتجاوز الحد، فإن مجمل ما يعرض على الفضائيات العربية، وخاصة تلك التي يشير إليها بالاسم مشروع القرار المذكور، إنما يندرج في إطار الحق المشروع للتعبير عن رفض الظلم والقهر الذي يمارس على أبناء المنطقة، بقوة السلاح، وليس بضجيج الكلمات.‏

ومن هنا، فان السؤال الوجيه الذي يطرح نفسه، هو لماذا هذه الكراهية موجودة أصلا، وهو سؤال طالما طرحته دوائر عديدة في الولايات المتحدة نفسها، بل إن الخارجية الأميركية شكلت في عهد الإدارة السابقة لجنة رسمية طافت على عديد من البلدان الإسلامية في محاولة للإجابة عليه، لكنها عادت باستنتاجات ساذجة تركز على تحسين عمليات العلاقات العامة، وليس على لب المشكلة المتصلة بإصلاح السياسات الأميركية في المنطقة، لتكون أكثر توازنا وعدلا.‏

ومع قدوم إدارة اوباما، نهضت آمال كبيرة في المنطقة والعالم بناء على إعلانات الرئيس الأميركي الجديد عن عزم إدارته تحسين صورة بلاده في العالم الإسلامي، لكنها إعلانات لم تخرج عن إطارها الدعائي، وظلت دون ركائز عملية على ارض الواقع، خاصة لجهة تخاذل السياسة الأميركية المتواصل تجاه إسرائيل وسياساتها المناوئة للسلام .‏

إن مشروع القرار المذكور يمثل في الحقيقة امتدادا لسياسات الإدارة السابقة القائمة على العقاب والترهيب دون التفات إلى الأسباب، والعمل على حل المشكلات الحقيقية، بدل إضاعة الوقت في معالجات سطحية لبعض مظاهرها .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 عدنان علي
عدنان علي

القراءات: 948
القراءات: 737
القراءات: 891
القراءات: 852
القراءات: 850
القراءات: 827
القراءات: 864
القراءات: 814
القراءات: 847
القراءات: 860
القراءات: 825
القراءات: 851
القراءات: 908
القراءات: 824
القراءات: 883
القراءات: 1004
القراءات: 839
القراءات: 849
القراءات: 922
القراءات: 885
القراءات: 1054
القراءات: 957
القراءات: 889
القراءات: 934
القراءات: 941

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية