تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مؤتمــرات .. لا تـــدويل

الافتتاحية
الخميس 28-1-2010م
بقلم رئيس التحرير أســــعد عبـــود

لاترد الملاحظات على المؤتمرات الدولية لمعالجة مواقع التسخين والمواجهة في العالم، من قبيل النقد أو الرفض لهذا الاهتمام.. لكن.. في مخزون ذاكرة النضال الشعبي للبشرية وجهود التحرر وصون الأوطان واستقلالها وسيادتها، ما لا يترك فرصة للثقة بالتدويل..

على العكس من ذلك هناك ذاكرة حية دامية عن التدخلات الدولية التي تصل إلى حدود الكوارث البشرية.. كما كان نشاط التحالف الدولي في غزو العراق.‏

إذاَ من ناحية المبدأ ليس الموقف من تدويل أو محاولات تدويل قضايا تشابكت خيوطها.. هو من باب رفض الجهد الدولي.. بل من باب احتمالات أن يكون للجهد الدولي هدف غير ما كانت الدعوة بشأنه.. والخطورة هنا.. أنه إذا كان ثمة من يستطيع أن يحوّل تشابك القضايا الإقليمية والحروب الأهلية أو شبه الأهلية إلى بؤرة استثمار قذر يعبر منه.. فقد يشجع مثل هذه التشابكات ويزيد في تعقيدها وتوتيرها.‏

بالأمس شهدت لندن مؤتمراً .. واليوم تشهد آخر.‏

بالأمس كانت اليمن.. واليوم أفغانستان.‏

وعلى المؤتمرين ظهرت ملاحظات كثيرة تشير بوضوح إلى اختلال الثقة «الكاملة» بهما.‏

عن المؤتمر الدولي الذي حددوا هدفه بحشد الدعم الدولي لمساعدة اليمن يقول أبو بكر القربي وزير خارجية اليمن في تصريح له:‏

إن بلاده تأمل في نجاح المؤتمر..‏

ويلاحظ مع حكومة اليمن أن التدخل الأجنبي في شؤون اليمن سيزيد من الدعم الداخلي لتنظيم القاعدة في المنطقة..‏

ويوضحون أنهم لا يريدون قوات أو قواعد أو جيوشاً أجنبية تقاتل في اليمن.. هم يريدون الدعم، وهم كفيلون بحل مشكلاتهم.‏

سمع مؤتمر لندن الصوت.. وعد بالدعم.. وخلّف سؤالين:‏

1- هل سيقتصر التدخل على الدعم؟!‏

2- متى سيأتي هذا الدعم.. وكيف؟ .. وما شكله.. ومن الذي يخطط له.. هل سيأتي كما يطلبه اليمنيون، أم كما قد يحاولون فرضه عليهم؟!.‏

الأشقاء في اليمن متفهمون للأمر.. وهم أصحاب القرار والتوجه ولاسيما أن أخباراً ترد عن نفحات العقل ترد عواصف الهيجان.‏

المؤتمر الدولي الثاني تشهده لندن اليوم عن أفغانستان.. ليس على جدول أعماله مناقشة ومحاسبة الذين بسياساتهم البغيضة الحربية العسكرية أوصلوا هذا البلد الفقير إلى هنا!!..‏

ليس على جدول أعماله أي رؤية واضحة.. إلا أن ثمة من يخشى الفشل الذريع المعلن، ويحاول أن يتمسح مسبقاً بالجهد الدولي!.‏

على هذا المؤتمر كان هناك أيضاً ردّ.‏

ردّ جاء من قمة استنبول.. قمة أفغانستان والدول المجاورة لها.. بصورة رئيسية باكستان وتركيا وحضرته دول عديدة في مقدمتها إيران والصين وروسيا..‏

والوارد من قمة استنبول أنهم يريدون أن يكونوا في مؤتمر لندن بصوت واحد..‏

هو ذا الصوت الذي يمكن أن يرشد مؤتمر لندن، وأن يفعل ما لا يستطيعه غيره، إن تلقى الدعم الصادق من مؤتمر لندن والدول التي تتمثل فيه.‏

دول المنطقة هي التي تحل المشكلة.‏

تحتاج إلى الدعم اللوجستي سياسياً واقتصادياً وعسكرياً لكنها لا تحتاج إلى قوات غازية تقاتل عنها.‏

أعلم أن الوضع معقد جداً في هذا الجزء من العالم.. وليس من السهل على دوله حلّ ما تواجهه من مشكلات.. لكن الطريق طويل وهو الطريق.. ولا طريق آخر..! مهما طالت الحروب.. لا انتصار في أفغانستان ولا بثلاثين ألفاً ولا بأكثر من ذلك بكثير..‏

فلنكف عن التفكير بالحل العسكري.. أو بحلول التدويل.‏

a-abboud@scs-net.org

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 766
القراءات: 791
القراءات: 772
القراءات: 862
القراءات: 719
القراءات: 839
القراءات: 784
القراءات: 834
القراءات: 763
القراءات: 805
القراءات: 705
القراءات: 801
القراءات: 794
القراءات: 759
القراءات: 805
القراءات: 939
القراءات: 672
القراءات: 976
القراءات: 1133
القراءات: 875
القراءات: 835
القراءات: 1154
القراءات: 1045
القراءات: 826
القراءات: 983

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية