تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بوش وحده يتحمل المسؤولية

محمد علي بوظة
قضايا الثورة
الأحد 9/10/2005م
قول الحقيقة ووضع الرأي العام في صورة ما يجري بالمنطقة عامة وعلى الساحة العراقية خاصة, وإلى أي حد بلغ المأزق الأميركي وما حجم التكاليف المادية والبشرية والسياسية, التي دفعت وتدفع يومياً ثمناً لمشروعات وأطماع لا تزال تواجه التعثر, وتصطدم بواقع يسوق كل لحظة الدليل على الرفض المطلق والمتعاظم للسياسة الأميركية, أو الخضوع لإملاءاتها وثقافتها ومفاهيمها, كشوف حساب يبدو أنها صعبة ما تزال خارج فهم وأدبيات المحافظين الجدد وقاموسهم السياسي, ومحظورة على الطرح والتداول والتقويم تحاشياً لإحراجات وردود فعل مؤلمة, واحتواءً لتداعيات يعرفون أنها لا تصب في خانة الاجتياح والوجود العسكري الأمريكي في البوابة الشرقية للوطن العربي, ولافي مصلحة ركيزته وقاعدته العدوانية اسرائيل.

من هنا يمكن فهم الدوافع والأسباب لاستمرار الحملات الظالمة والاتهامات ضد سورية,والتناوب الأميركي من رأس الهرم السياسي إلى الدبلوماسية ومفاصل السلك الحربي, في قيادة وإدارة وتسعير حمى الهجمة والضغوط باستهداف لهذا البلد وموقعه ومواقفه المسؤولة, ومحاولة أخذه وإخراجه من دائرة الصراع باعتباره قوة الممانعة الوحيدة المتبقية, في وجه مخططات الاستباحة والإلغاء والتمدد والفرض القسري لما يسمى(مشروع الشرق الأوسط الكبير), وذلك باعتماد سياسة تأليب وتضليل وتشهير طغى عليها الكذب والنفاق وبلغ حدوداً جنونية وقياسية خطيرة.‏

والرئيس الأمريكي جورج بوش في خطاب الخميس الذي ألقاه أمام الجمعية القومية من أجل الديمقراطية كالعادة, وشأنه شأن الآخرين من صقور إدارته لم يكن موفقاً في محاولته التجني وإلصاق كل تهم الدنيا بسورية, وإلقاء اللوم عليها وتحميلها مسؤولية الحرائق وحمامات الدم في العراق وفلسطين, والفشل والانتكاسات السياسية والعسكرية للمشروع الأمريكي- الصهيوني, المندفع بقوة نحو التعريب والتصدير لأزماته عبر دحرجة كرة النار,وتعميم الحالة العراقية ونقلها إلى لبنان, لعل ساحته تحقق بعض التعويض وتؤسس لانتصار يوظف لترميم الهزائم, وتحسين صورة بوش و(ملهمه) شارون وتعزيز مواقعهما السياسية.‏

وبكل تأكيد فإن الزج باسم سورية وغيرها في كل صغيرة وكبيرة, والتجاهل والإغفال والتنكر للدور الذي اضطلعت وتضطلع به في سبيل السلام وأمن واستقرار المنطقة, والتصدي السباق والريادي لظاهرة الإرهاب, ومساعدتها الشعب العراقي ودعمها لوحدته وحريته واستقلاله, لغط وتضليل وهروب ما أفاد ولن يفيد في إخراج المحافظين الجدد في الولايات المتحدة من الورطات والأزمات, لعقائدهم ومغامراتهم وحروبهم العبثىة المدمرة في هذه المنطقة أو غيرها, ولن يسهل لهم الطرق ويجلب الانتصار ويوقف موجات العداء والكراهية الواسعة لهم.‏

سورية ليست السبب في الورطة الأميركية في العراق, ويجب ألا ينتظر بوش أن نتحول إلى حراس ودروع بشرية لاحتلاله, وليس من حقه أو حق أحد أن يطالبنا بلعب هذا الدور وهو المسؤول عن الجانب الآخر المقابل من الحدود, ومن يملك المئة والثمانين ألفاً من الجنود المزودين بأحدث الأسلحة وأشدها فتكاً, وأعقد أجهزة الرصد والتجسس والتعقب, والمعني بحمل الوزر والتبعات لمواجهات فرضتها (ديمقراطية) الهجمة ولعبة الموت والإدماء, وأساليب العسف والقهر والإذلال العنصري والإرهاب الوحشي الأعمى, التي تعاملت وتتعامل بها إدارته مع الشعب العراقي, وهو المعني كذلك بإيجاد مخارج وحلول سريعة لها أقلها, الانسحاب وترك العراقيين يرسمون حياتهم ومستقبلهم بحرية ومن دون تدخل.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 محمد علي بوظة
محمد علي بوظة

القراءات: 1049
القراءات: 963
القراءات: 1035
القراءات: 1047
القراءات: 996
القراءات: 1015
القراءات: 1055
القراءات: 1024
القراءات: 1091
القراءات: 1144
القراءات: 1123
القراءات: 1030
القراءات: 1115
القراءات: 1143
القراءات: 1118
القراءات: 1141
القراءات: 1142
القراءات: 1203
القراءات: 1224
القراءات: 1184
القراءات: 1157
القراءات: 1148
القراءات: 1164
القراءات: 1252
القراءات: 1212

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية