كيف نربح معركة كهذه?
اذا كنا عاجزين عن فك عقدة لسان مدير متواضع في محافظة نائية او عقدة بابه الموصد وحجابه العابسين او اي من حاشيته, ولو كان مديرا لمشروع معالجة القمامة, للحصول على معلومة او رقم, واذا كنا عاجزين عن اثارة حماس المتابعة والبحث والمساءلة لدى اية جهة رقابية لمتابعة معلومة حصلنا عليها بالصدفة او بالشطارة او بالتواطؤ الخير, واذا كنا عاجزين عن التفكير في مواجهة التلقين, وعن التوصيف في مواجهة التعتيم, وعن التحديد في مواجهة التعميم, وعن التقييم في مواجهة التحجيم, وعن التجميع في مواجهة التفتيت, وعن التحليل والتركيب في مواجهة الانشاء والتدبيج, فكيف نفك بأيدينا عقدة ألسنتنا, وكيف نستقطب قارئأ او مستمعا او مشاهدا ملنا وعزف عنا, كيف نقنعه ويقتنع بنا, بما نكتب ونطبع او نقول وننشر?
لسنا عاجزين, بل معجزون !
معجزون حين نعامل كبشر ونمتحن كسوبرمانات, وحين يهرولون الينا لنردد مايقولون عن انجازات الانتاج والادارة في مؤسساتهم وشركاتهم ومديرياتهم, ويهرولون علينا حين نقول مالا يريدون منا قوله, معجزون حين نعزل عما يدمجون ويركبون, ويعتزلون عما ندلل ونحلل وعن نقاطنا فوق حروفهم .
معجزون حين يوجه السيد الرئيس بفتح الابواب لنا, فيقفلونها ويتوارون بالمفاتيح, وحين يعمم رئيس الوزراء بإغنائنا بالمعلومة والحوار والرقم, فيفلسفون التعميم بالتلغيم والتفخيخ و (الطميمة), والتقطني اذا وجدتني !
لماذا لانحسم هذا الامر نهائيا, ودون مواربة او سوء فهم واستعمال, نلتزم الدقة والنزاهة والحياد, فيما يلتزمون اباحة المعلومات والارقام والحوارات, وكلانا امام المساءلة والقانون??