ولكن اللافت للنظر أنها المرة الأولى التي يبث فيها التلفزيون السوري أمسية شعرية على الهواء مباشرة خارج المهرجانات الخطابية باعتبارها حدثا ثقافيا لا يقل أهمية عن الأحداث الطافية على شاشات الفضائيات , ومن حسن حظ المشاهد أن تكون أولى الأمسيات المباشرة لشاعر أطلقنا عليه في كتبنا المدرسية شاعر المقاومة.
إن نقل أمسية شعرية بشكل حي ومباشر مكسب للتلفزيون قبل أن يكون مكسبا للمشاهدين وللشاعر , ونرى فيه نهجا متقدما في تعامل التلفزيون مع القامات الشعرية النقية التي تمتلك تجربة أدبية مشهودة , وتمتلك جماهيرية عريضة تمثلت في وقوف العشرات ممن لم يجدوا مقعدا للجلوس , وهذه الجماهيرية تؤكد أن دولة الشعر ما تزال قائمة , وأن الشعر ما يزال ديوان العرب رغم أنف عشرات الفضائيات التي تستمد وجودها من أغان تتكرر في كلماتها ولحنها وأشكال مؤديها وأغلبها يلعب على غرائز الشباب وأحاسيسهم العاطفية .
إنها خطوة جميلة , ونتمنى أن لا تكون فكرة طارئة وخاصة بحدث ثقافي أو بشاعر معين , بل نتمنى لها الاستمرار والتواصل مع كل الأحداث الثقافية المهمة والقامات الشعرية والقصصية والفكرية , ونشير بهذا الصدد إلى قيام فضائية عربية بنقل الأمسية على الهواء مباشرة من دمشق وفضائيات أخرى سجلتها لبثها لاحقا , وهذا يعني أن علينا ابتكار نهج جديد في تعاملنا مع مجمل الأحداث الثقافية والاقتصادية والاجتماعية لأننا لسنا وحدنا في الفضاء .