| أين العالم الحر من جرائم إسرائيل?! قضاياالثورة وبأوامر السلطات العليا في المؤسستين السياسية والعسكرية في الكيان الصهيوني, وعلى رأسها آرييل شارون ووزير حربه شاؤول موفاز, والتي سقط ضحيتها خمسة شهداء من أبناء الشعب الفلسطيني, لم تكن خارج المناخ العنصري المعروف والشوفينية الطاغية التي تحكم الشارع الإسرائيلي وتلهب عقيدته, بل هي النتاج الطبيعي والعملاني له ولأجواء الحقد والكراهية والشحن, التي تربى عليها ولعقود أبناء صهيون في المدارس التلمودية, وأمعنوا بتعاليمها قتلاً وتدميراً وإلغاء للآخر وإشعالاً لحروبٍ واعتداءات توسع, لا تزال تلهب المنطقة وتحول دون سلامها وأمنها واستقرارها وتطورها. فالخروج من(زنار النار) والانسحاب الأحادي من قطاع غزة, الذي لم ينفع كل الضجيج السياسي والإعلامي والتعبئة المشتركة الأمريكية- الإسرائيلية, في تصوير عمليته بغير وجهها الحقيقي والزعم بأنها تعبيرٌ عن (حسن النيات), وليست اندحاراً آخر للمشروع الصهيوني وهروباً من المستنقع المكلف والدامي, المستنزف لقدرات تل أبيب البشرية والمادية والعسكرية, هذا الخروج المدفوع ثمنه أميركياً وبمليارات الدولارات, والمعوض عنه بإطلاق يد إسرائيل للتوسع الاستيطاني أفقياً وشاقولياً في الضفة وابتلاعها مع القدس, معززاً بضماناتٍ وتعهداتٍ لإدارة بوش تسقط حق العودة للاجئين الفلسطينيين, وتحلُّ إسرائيل من الانسحاب إلى خطوط حزيران العام ,1967 أرادت له حكومة شارون أن يكون مغايراً للانسحاب المذل العام 2000 من جنوب لبنان,وبمثابة انتصارٍ سياسي ومعنوي لجيشها وآلة حربها لم تحسن استثماره, وأُسقط تحت وقع عمليات التدمير للمستوطنات المخلاة وإجراءات الترهيب والقتل المتنقل والتدمير المتعمد لأجواء التهدئة. والهدف من هذه الاستفزازات الدموية المستمرة والاعتداءات المواكبة لقطعان المستوطنين الهائجة, على المساجد والكنائس والأماكن المقدسة وتدنيسها وتهديم مآذنها وصوامعها, والتعرض بالقتل والاغتيالات للمصلين داخلها, إثارة وانتزاع ردات فعل تخلق معطيات جديدة وظروفاً تسمح للاحتلال بمواصلة المناورة, والانقضاض على ماتحقق برغم ضآلته ومتابعة الانتقام من الشعب الفلسطيني والإجهاز على قضيته, وتحميله بالتالي مسؤولية استمرار دوامة العنف والتوتر وانعدام فرص السلام. مع كل هذا الوضوح في السياسة الإسرائيلية واستهدافاتها, وبشاعة وفظاعة وهول الجرائم المرتكبة داخل الأرض المحتلة والتي كان آخرها لا أخيرها مجزرة طولكرم, باعتبارها المؤشر والرسالة الصارخة الأخرى ذات الدلالة على أن إسرائيل ما كانت وليست بوارد السلام, والحفاظ على التهدئة ولا التقيد حتى بخارطة الطريق وأي من قرارات الشرعية الدولية,لا يزال هناك وللأسف الشديد فيما يسمى(العالم الحر) من يستسيغ هذه السياسة ويغطيها ويدافع عنها ويمتنع عن إدانتها وتجريمها, ونخصُّ الرباعية الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة التي لم ترتق بعد إلى مستوى المسؤولية, وتتخذ الموقف المطلوب تجاه عدوانية إسرائيل وعربدتها وخروجها على القانون الدولي. وسياسةٌ من هذا النوع تتصف بالازدواجية وقصر النظر وتسير على رجلٍ واحدة وترى بعين واحدة هي عين إسرائيل, لم تعد مقبولة تحت أي ظرف وهي مدانةٌ ومرفوضة وعاجزة بالمطلق, عن أن تؤدي دوراً يمكن أن يقدم أي خدمة لعملية السلام المتعثرة ويعيد الحياة لها, ويرفع المعاناة عن كاهل الشعب الفلسطيني الأحوج اليوم وأكثر من أي وقت للتدخل ,وتوفير الحماية الدولية له والسماح له بأن يعيش كباقي شعوب الأرض حياته الطبيعية ويبني دولته بحريةٍ ودون تهديد.
|
|