تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أين العالم الحر من جرائم إسرائيل?!

قضاياالثورة
الاحد 28/8/2005
محمد علي بوظة

جريمة طولكرم والمجزرة المرتكبة في مخيمها قبل أيام من قبل جيش الاحتلال,

وبأوامر السلطات العليا في المؤسستين السياسية والعسكرية في الكيان الصهيوني, وعلى رأسها آرييل شارون ووزير حربه شاؤول موفاز, والتي سقط ضحيتها خمسة شهداء من أبناء الشعب الفلسطيني, لم تكن خارج المناخ العنصري المعروف والشوفينية الطاغية التي تحكم الشارع الإسرائيلي وتلهب عقيدته, بل هي النتاج الطبيعي والعملاني له ولأجواء الحقد والكراهية والشحن, التي تربى عليها ولعقود أبناء صهيون في المدارس التلمودية, وأمعنوا بتعاليمها قتلاً وتدميراً وإلغاء للآخر وإشعالاً لحروبٍ واعتداءات توسع, لا تزال تلهب المنطقة وتحول دون سلامها وأمنها واستقرارها وتطورها.‏

فالخروج من(زنار النار) والانسحاب الأحادي من قطاع غزة, الذي لم ينفع كل الضجيج السياسي والإعلامي والتعبئة المشتركة الأمريكية- الإسرائيلية, في تصوير عمليته بغير وجهها الحقيقي والزعم بأنها تعبيرٌ عن (حسن النيات), وليست اندحاراً آخر للمشروع الصهيوني وهروباً من المستنقع المكلف والدامي, المستنزف لقدرات تل أبيب البشرية والمادية والعسكرية, هذا الخروج المدفوع ثمنه أميركياً وبمليارات الدولارات, والمعوض عنه بإطلاق يد إسرائيل للتوسع الاستيطاني أفقياً وشاقولياً في الضفة وابتلاعها مع القدس, معززاً بضماناتٍ وتعهداتٍ لإدارة بوش تسقط حق العودة للاجئين الفلسطينيين, وتحلُّ إسرائيل من الانسحاب إلى خطوط حزيران العام ,1967 أرادت له حكومة شارون أن يكون مغايراً للانسحاب المذل العام 2000 من جنوب لبنان,وبمثابة انتصارٍ سياسي ومعنوي لجيشها وآلة حربها لم تحسن استثماره, وأُسقط تحت وقع عمليات التدمير للمستوطنات المخلاة وإجراءات الترهيب والقتل المتنقل والتدمير المتعمد لأجواء التهدئة.‏

والهدف من هذه الاستفزازات الدموية المستمرة والاعتداءات المواكبة لقطعان المستوطنين الهائجة, على المساجد والكنائس والأماكن المقدسة وتدنيسها وتهديم مآذنها وصوامعها, والتعرض بالقتل والاغتيالات للمصلين داخلها, إثارة وانتزاع ردات فعل تخلق معطيات جديدة وظروفاً تسمح للاحتلال بمواصلة المناورة, والانقضاض على ماتحقق برغم ضآلته ومتابعة الانتقام من الشعب الفلسطيني والإجهاز على قضيته, وتحميله بالتالي مسؤولية استمرار دوامة العنف والتوتر وانعدام فرص السلام.‏

مع كل هذا الوضوح في السياسة الإسرائيلية واستهدافاتها, وبشاعة وفظاعة وهول الجرائم المرتكبة داخل الأرض المحتلة والتي كان آخرها لا أخيرها مجزرة طولكرم, باعتبارها المؤشر والرسالة الصارخة الأخرى ذات الدلالة على أن إسرائيل ما كانت وليست بوارد السلام, والحفاظ على التهدئة ولا التقيد حتى بخارطة الطريق وأي من قرارات الشرعية الدولية,لا يزال هناك وللأسف الشديد فيما يسمى(العالم الحر) من يستسيغ هذه السياسة ويغطيها ويدافع عنها ويمتنع عن إدانتها وتجريمها, ونخصُّ الرباعية الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة التي لم ترتق بعد إلى مستوى المسؤولية, وتتخذ الموقف المطلوب تجاه عدوانية إسرائيل وعربدتها وخروجها على القانون الدولي.‏

وسياسةٌ من هذا النوع تتصف بالازدواجية وقصر النظر وتسير على رجلٍ واحدة وترى بعين واحدة هي عين إسرائيل, لم تعد مقبولة تحت أي ظرف وهي مدانةٌ ومرفوضة وعاجزة بالمطلق, عن أن تؤدي دوراً يمكن أن يقدم أي خدمة لعملية السلام المتعثرة ويعيد الحياة لها, ويرفع المعاناة عن كاهل الشعب الفلسطيني الأحوج اليوم وأكثر من أي وقت للتدخل ,وتوفير الحماية الدولية له والسماح له بأن يعيش كباقي شعوب الأرض حياته الطبيعية ويبني دولته بحريةٍ ودون تهديد.‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي |  dalatione@hotmail.com | 28/08/2005 00:57

الصهيونية قبل حرية العالم الحر, فللعالم الحر كامل الحرية في الإنفلات من القيم والمفاهيم, لكنه ليس حرا في صنع القرار وتحديد الأمور وجهة الأحداث. العالم الحر يعيش الحدث فقط أما الصهيونية فتصنعه.

فهد الرحبي/ اليمن |  albrak_2@hotmailcom | 14/03/2006 04:31

اولا ينبغي ان نعي ان الحريه لاتأتي وليده الحضه فهي نتاج طبيعي للمقاومه ويعني ذالك مقاومه الضلم بكل اشكاله - ثانيا الحريه تأتي من ثقافه شعب يعي المسؤليه تجاه الحريه ومن تضحيات تبدء بلمال وتنتهي بالدم- الحريه العربيه تحتاج الى قيادات توجه الشعوب نحو المقاومه وعدم الاستسلام للضلم مهما كان شكله الحريه هي نتاج شعور بالضلم والتطلع نحو الامثل

أمل |  www.ammoula@yahoo.fr | 12/02/2007 20:45

الحرية تنتظرنا

نبيل  |  nabil40zoui@hotmail.fr | 09/08/2007 13:37

لن تجتمع العرب حتى يوم القيامة ولن نكون احرار ابدا لان اليوم اليهود هم من يتحكمون بالعالم وليس العرب فقطولكن عندما نفصل الاسلام عن السياسة وننشئ مجالس الشورة سوف يعلم العالم وليس اسرايل فقط ان العرب سوف يعودون كما في السابق ااجدادهم من يدفعون الجزية لاجدادنا

الفارس العنيد |  ff_200_2@hotmil.com | 13/09/2007 15:25

نسئل من الله السلامه والعفو والغفران وان يهدينا الى طاعه وطاعه الوالدين

محمد العيد |    | 14/09/2008 17:10

لا تعليق علي ما تفعل اسرائيل و انما التعليق علي ما آل اليه العرب و المسلمون في العالم.و هدا ما تريده اسرائيل التعليق بمفهوم علق الشيء اي وضعه علي حامل و تركه لحاله.ما يجب علينا فعله هو ترك التعليق والمبادر بالرد السريع علي كل ما تفعاه اسرائيل من جرائم في حق اخواننا الفلسطنيينو ان نعامله بالمثل دلك هو التعليق الدي لا تريده اسرائيل

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 محمد علي بوظة
محمد علي بوظة

القراءات: 1049
القراءات: 963
القراءات: 1035
القراءات: 1047
القراءات: 996
القراءات: 1015
القراءات: 1055
القراءات: 1024
القراءات: 1091
القراءات: 1144
القراءات: 1123
القراءات: 1030
القراءات: 1115
القراءات: 1143
القراءات: 1118
القراءات: 1141
القراءات: 1142
القراءات: 1203
القراءات: 1224
القراءات: 1184
القراءات: 1157
القراءات: 1148
القراءات: 1164
القراءات: 1252
القراءات: 1212

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية