تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تجارة المفلسين..!

قضاياالثورة
الاحد 28/8/2005
علي قاسم

لم يعد الجدل مجرد مهنة لبعض المفلسين, بل أيضاً هو سلوك أضحى في سياسة الكثيرين أسلوباً للمتاجرة السياسية الرخيصة التي تريد تشويه الحقائق وخلق قضايا الإثارة وافتعال المعارك باسم المنظمة الدولية وشرعيتها.

هذا على الأقل ما يمكن استنتاجه بشكل مبسط من الاتهامات التي ذهب إليها المندوب الأميركي في الأمم المتحدة, والتي أشار فيها إلى عدم تعاون سورية مع لجنة التحقيق الدولية, عقب التقرير الأولي للمحقق الدولي ميليس حول جريمة اغتيال الرئيس الحريري.‏

وجاءت التوضيحات التي قدمها مندوب سورية في المنظمة الدولية السفير فيصل المقداد, وتأكيده أن سورية أبدت استعدادها للتعاون مع لجنة التحقيق لتكشف الوجه الآخر, وهو ما برز من خلال الاتفاقات التي تمت مع المحقق ميليس.‏

والحقيقة التي لا شك فيها أن لسورية مصلحة فعلية في معرفة الحقيقة, وهي جاهزة ومستعدة للتعاون لمعرفتها والتوصل إلى الجاني الحقيقي فيها, وبالتالي الغمز من قناة سورية يشكل في جوهره محاولة لحرف اللجنة عن مهامها, وعن الأهداف التي حددتها المنظمة الدولية لها.‏

من هنا تبرز الإشكالية الفعلية في نموذج التعاطي الأميركي مع المسألة وعملية التأويل لما ورد في التقرير, والأخطر محاولة تحميل القضية مالا تقدر على حمله, لتضيع في تفاصيل تبعدها عن مسارها الطبيعي, ولا سيما لجهة البحث عن ذرائع لترويج مقولات وتسريب معلومات تتشكل على ضوئها قناعات خاطئة ومغلوطة.‏

غير أن المعضلة الحقيقية التي تواجه مهمة اللجنة الدولية وعمل المحقق ميليس, لا تكمن في عدم التعاون, إنما في الجانب المدسوس من الإيحاءات التي يريد البعض توظيفها سياسياً وإعلامياً, واستغلالها للضغط بهذا الاتجاه أو ذاك, بحيث تستبق نتائج التحقيق, وتخلق سوقاً للمزاودة السياسية, يتاجر فيها الكثيرون الذين فقدوا في الآونة الأخيرة الكثير من أدوات تجارتهم ونضبت لدى بعضهم سلع المتاجرة, واتجه أغلبهم, إن لم يكن جميعهم نحو الإفلاس.‏

ويستطيع الجميع أن يلمسوا ذلك, في التحول الذي أصاب طروحاتهم العديدة حول سيناريو الاحتمالات التي يتضمنها عمل لجنة التحقيق الدولية, وفقدان شهيتهم في الترويج للنتائج المنتظرة والتي يبدو أنها لا تسير في الاتجاه الذي يخططون له, فاتفقوا على تلفيق تهمة جديدة لا أساس لها من الصحة تزعم أن سورية لم تتعاون مع اللجنة الدولية.‏

وتبدو هذه التهمة مثيرة في توقيتها وفي الأدلة عليها, وفي التحوير المتعمد لأدواتها, وخصوصاً لجهة الادعاء الباطل الذي أطلقه المندوب الأميركي, حيث برزت حالة الإفلاس السياسي مدوية في الاتهامات التي سوقت على أساسها الكثير من الادعاءات الخاطئة.‏

غير أن الأهم من ذلك كله ما تخفيه تلك المحاولات من تعمد لتشويه الحقيقة, وما تنطوي عليه من مخاطر تطول عمل اللجنة والمحاولات الحثيثة للنيل منها ومن اتجاهها, وبالتالي لابد من التمعن في الدلالة التي تنطوي عليها تلك المحاولات في هذه المرحلة بالذات, وإن كانت تعني في المحصلة ذلك الإفلاس غير المعلن حتى اللحظة.‏

إن الحقيقة هي الكفيلة بكشف الأوراق جميعها, وسورية معنية بالجزء الأكبر منها, لذلك ستقدم كل جهد ممكن للجنة الدولية من أجل وضع النقاط على الحروف, وحينها سيكون لكل مقام مقال, وسيجد العالم نفسه أمام الأبعاد الخطيرة في عملية التجيير للأحداث والمواقف التي جرت, وتلك التي يتم التخطيط لإجرائها, بصورة لا سابقة لها.‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي |  dalatione@hotmail.com | 28/08/2005 00:53

ستكشف أمور كثيرة معيبة , فهناك ضباط إسرائيليون عملوا في لجان التحقيق أيضا, وسيناريو أي تحقيق في الغرب الديمقراطي الحر يسير على النحو التالي: عندما يحدث شيء ما في المنطقة تكون أجهزة الإستخبارات الغربية أو الصهيونية ضليعة فيه أو ممهدة لأرضيته أو تتوقعه أو تراقبه, تجتمع الإدارة الغربية وتقرر : كيف تجير الحدث لمصالح نخبها, ثم توحي للإعلام الدولي بضرورة المطالبة بلجان تحقيق, ثم تحدد بدقة رئيس لجنة التحقيق وفريق أعضائه , وعادة مايكون المعلن منهم شخصيات أكاديمية أو تقنية بدرجات خبراء ويتجاهل الإعلام بقية الأعضاء من الإستخبارات والجواسيس, ويعطون الوقت للتقنيين ليقوموا بواجبهم حسب الأصول, فإن تبين للإستخبارات أن نتائج التحقيق لن تحقق هدف النخب المحدد فيتم المماطلة وخلق ظروف جديدة وافتعال اتهامات وطبعا الإعلام أكبر مروج لهذه الأمور, فإن لان رئيس التحقيق عند لوي ذراعه سرا يتم فبركة تقرير جديد مغاير يوقع عليه, وإن رفض وصعب اختلاق التهم فيصار لتسييس التقرير, وخلال ذلك تبدؤ الإستخبارات بمساومة الطرف المتهم من تحت الطاولة, فإن خاف تعرض عليه تقديم خدمات لها في أمور أخرى هي بيت القصيد, وإن تعذر الأمر يصار إلى تأويل التقرير وليس تفسيره فتدخل المنطقة في حيص بيص.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7093
القراءات: 1012
القراءات: 1170
القراءات: 957
القراءات: 958
القراءات: 944
القراءات: 1076
القراءات: 907
القراءات: 846
القراءات: 943
القراءات: 992
القراءات: 877
القراءات: 815
القراءات: 866
القراءات: 1070
القراءات: 949
القراءات: 768
القراءات: 956
القراءات: 977
القراءات: 1038
القراءات: 993
القراءات: 871
القراءات: 1041
القراءات: 950
القراءات: 1081

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية