| ستون فساداً معاً على الطريق في هذه الذكرى لا مكان للعمر الدويلاتي العربي الذي ينازع منذ انصباب التتار, ولا لاستطالة التشخيص الابن خلدوني للمجتمعات في انطباقه على قبائل العرب,لأن العمر الافتراضي والواقعي لإسرائيل كان يمكن أن ينطوي في أرجوحة طفولتها لولا فعل الإخصاء القومي للمجتمعات واستمرار فعل تناسلها البيولوجي على المساحة الجغرافية. قبل سنوات قال رئيس الكنيست السابق أبراهام بورغ إن إسرائيل (غدت دولة من المستوطنين تقودها زمرة من الفاسدين)... وتخيلوا أنه منذ أكثر من عشرين عاماً لم يأت رئيس حكومة لمملكة يهوذا لم تلاحقه قطط الفساد..إذن تم مسح البلاط باكراً بطهرانية الآباء المؤسسين, مثل أكذوبة طهر السلاح الحامي لحدود برية يهوه .. بالمجازر. بعد أيام سيخرج إيهود أولمرت من غرفة التحقيق بالفساد ليحتفل مع بوش ومنتفعاته الذين أتى بهم بيرس,الخوذة الأخيرة لسياج الهيكل الأول, للاحتفال بستين قيام الدولة العرق- دينية الأولى والأخيرة في وحلِ الجيوسياسيا التاريخية, فيما يتناوب المحققون على إقلاق ملفّاتٍ مديرة مكتبه شولا كوزين. صحيح أن أحفاد لوط شحطوا موشيه كتساف على قفاه وأتوا ببيرس للرئاسة, بعد أن سطا على دجاجات المكاتب الرئاسية في الدولة الأكثر تطوراً وديمقراطية على مقاس البلهِ (الساركوسكوني), وهل تتذكرون كيف استقال القومندان عازر وايزمن من الرئاسة عشية عيد الدولة عام 2000 بجرم فساد وتهرب ضريبي وتلقي دولارات المليونير الفرنسي ادوار سيروزي, وأن ارييل شارون,طيب الله غيبوبته, حاول اقتناص جزيرة يونانية فيما ابنه محكوم بالرشاوى, واسحق موردخاي محكوم بالسجن 18 شهرا, وبنيامين نتانياهو سدد كلفة ترميم منزله من جيوب دافعي الضرائب, واسحق رابين استقال من رئاسة الوزراء بعد تفشي خبر تملك زوجته حساباً مصرفياً في أمريكا وكان صدر بحقه حكم بالسجن سنتين لقبول رشى,وانتحار وزير إسكانه أبراهام أوفير,واستقالة محافظ بنك إسرائيل آشر إيلين,,واتهام إيهود باراك بجمع الأموال بطرق غير مشروعة لحملته الانتخابية,إضافة لأسماء مسؤولين ووزراء,أقلهم أرييه درعي. ذات انتشاء قال المتعبرِن (من العبرانية) برنار لويس أنه لو أدخلت المعطيات عن إسرائيل في الكومبيوتر(أكره كلمة حاسوب..لأنها مثل هابوب ودابوب) لانفجر..لأنه لا يوجد شيء (كهذا) أي إنها المعجزة... نعم ها هم المستوطنون العبرانيون يتمرغون في فسادهم الستيني كعجول أفلتت في مرعى معشوشب, كافين الفساد العربي المسكوت عنه والمضمّخ برذاذ النفط والنساء والأحزاب والمنتديات والسلطات, مؤونة القتال . إن دودَ داوود كديدان بن غوريون نفسه ..يزحف نحو سؤال جنبلاطي الطابع ..إلى أين?. سؤال لم يستطع دنيس روس وحاخاماته الإجابة عليه في مؤتمر عن مستقبل اليهود قبل الذكرى الستين. كاتب لبناني ghassanshami@gmail.com
|
|