| يوميات كاتب عفشيكا أبجد هوز قبل أيام كان السيد ماهر زوج ابنة الأخت غير الشقيقة لزوجتي يعبر طريقا مكتظا بالمارة والسيارات والتركتورات والحصادات الزراعية والطريزينات والقلابات حاملات الكتل الحجرية والبسكليتات, وفجأة تعرقل السير وبدأت الزمامير ذات الأصوات والمقاييس المختلفة تختلط بعضها ببعض وتشق عنان السماء وأيدي السائقين تمتد من النوافذ وكل واحد منهم يسبّ و(يحشك) لغيره من المتزاحمين, وبعض هؤلاء السائقين على ما يبدو أخلاقه ضيقة فأعطى لسيارته دعستين أصعب من فراق الوالدين ونتر بسيارته نترتين موهماً الآخرين بأنه سيعجقهم بسيارته فشرع الآخرون يهربون منه غريزيا وكل صاحب آلية منهم يلكز الآلية الأخرى في مقدمتها أو مؤخرتها أو جنبها وأخذت الأنوار الخلفية للسيارات التي تسمى(ستوبات) تتكسر وتسقط على الأرض محدثة أصواتا زادت في طين الأصوات الأخرى بلة, وزادت في طنبورها نغما. وهنا ارتكب زوج ابنة الأخت غير الشقيقة لزوجتي السيد ماهر الخطأ الذي لا يجوز لرجل ثاقب البصر مثله أن يرتكبه, إذ سعى للخروج من قلب المعمعة فدفعته مقدمة إحدى الآليات في قفاه فانطلق بفعل القوة النابذة إلى الأمام وقبل أن يتمكن من الخروج ضمن ثغرة أحدثها التعادل جاء دولاب حاملة الكتل وداس على قدمه, فصاح بالمقلوب, ومن شدة صيحته انتبه سائق الكتلة إليه وقدم سيارته إلى الأمام بضعة سنتمترات فتحررت قدمه. شهقت زوجة الكاتب العفشيكا وهي تتلقى الخبر عبر الهاتف, وبدأت تسأل عن الملابسات فرواها لها المتصل بالتفصيل, فأغلقت السماعة وهي تقول: الله يموتني. فهمس الكاتب العفشيكا في سره قائلا: آمين. ثم سألها جهارا عما جرى فروت له ما سمعته عن تعرض السيد ماهر للحادث. قال:يجب أن نهبّ فورا لإسعاف المصاب:أحسن ما يكملوا عليه في المستشفى فياما دخل أناس إلى مشافينا بإصابات بسيطة, وخرجوا منها محمولين على الآلة الحدباء, والناس وراءهم تقول:لا حول ولا قوة إلا بالله! merdas@scs-net.org
|
|