تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بيبي - بيني .. العنصرية تطغى

افتتاحية
الأربعاء18-3-2020
قلم رئيس التحرير عــلي نصر الله

بين «بيبي» نتنياهو، و«بيني» غانيتس، لا شيء يَطغى في الكيان الصهيوني غير العنصرية، ومخططات العدوان والتوسع. لا خلافات عميقة داخل الكنيست المُنقسم إلا على الخطط المُستقبلية: الاستيطان، غور الأردن، الجولان، القدس، يُضاف إليها السِّجال الإسرائيلي الحاصل حول ما يُدعى بأولوية مُواجهة الخطر المزعوم القادم من إيران، سورية، حزب الله.

رقمٌ قياسي سجله الكيان الصهيوني بإعادة الانتخابات مرة بعد مرة بسبب الانقسام الذي لم يُمَكّن نتنياهو أو خصومه من تحصيل أغلبية تُتيح لأحدهم تشكيل الحكومة، وهو ما يَطرح أمرين يَنطويان على مُفارقة تُثبتها التقارير السنوية الصادرة عن مُؤتمرات هرتزيليا لجهة رسم السياسات والإستراتيجيات للكيان الغاصب.‏

إذا كان هرتزيليا يَجمع، وإذا كان داخل أروقته لا يَتباين الإرهابيان «بيبي وبيني»، بل تَصطف الأحزاب الداعمة لهما خلف ذات الإستراتيجيات، وإذا كانت حكومات الاحتلال مهما كان لونها تُنفذ المُخططات التي يُقرها ويَضعها المؤتمر الصهيوني الذي يُمثل الإدارة العميقة بالكيان، فهل يَعكس انقسام الكنيست إلا أزمة باتجاهين: الأول يُؤشر لأزمة الفساد التي تَنخر فيه، فيما يُؤشر الثاني لحقيقة أنّ العنصرية ذاتها باتت تأكل الكيان من الداخل.‏

العنصريون المؤسسون الأوائل لكيان الإرهاب المنظم إسرائيل، لا شك أنهم أسهموا ببنائه ليكون خلافاً لما هو عليه اليوم من هَشاشة أخذت تَتَبدى بوضوح بعد انقراضهم، فهل تَخلّفَ الكيان بإدارته العميقة عن إعداد جيل آخر، أو نَسق ثان يُؤمن بالمزاعم التلمودية ويُغلبها على ما سواها؟ أم إن التهور كَسِمة لجيل أولمرت - نتنياهو أوصلته إلى مأزقه الحالي؟‏

بين الصهاينة يدور حديثٌ داخلي مُتخم بالخوف والهلع من القادم، إن لجهة تَلمس حالة التآكل الداخلية فيه، أم لناحية نُمو ما يُسمونه مخاطر خارجية، هي بتقديراتهم صارت تُلامس ما يُدعى الخطر الذي يتهددهم وجودياً، في إشارة إلى نمو قوى المقاومة ضد الاحتلال، داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي سورية ولبنان، ذلك الهلع ينمو على الرغم من تَضاعف الدعم الأميركي للكيان عدة مرات، منذ بوش الصغير وصولاً إلى ترامب!‏

أوهى من بيت العنكبوت، عبارة تتردد حالياً داخل الكيان الصهيوني أكثر بعشرات المرّات مما تتردد خارجه في محاولة تَوصيفه. العبارةُ تُرددها بهلع شديد قطعان المُستوطنين بهذه الأثناء، بينما تَعكف مراكز البحث الصهيونية على دراسة تموز - آب 2006 كمفصل أساسي، تُعيد استحضار تفاصيل 33 يوماً، وتُحاول بالتحليل إعادة إنتاج مَضامين تقرير فينوغراد لفهم ما حصل وتَداعياته.‏

الصهاينة يَعترفون أنّ كل محاولات الفهم لما آل إليه وضع كيانهم، تَنطلق اليوم مما حفرت عميقاً بالوعي الصهيوني حرب تشرين 1973، ومما فعلت فيه على مُستوى الكَي حرب تموز - آب 2006، ولذلك فإن العنصرية التي تَطغى على انتخابات الكنيست، وعلى المَسلكيات الأميركية المُتصهينة، إنما تُمثل المَخرج الذي تَنخرط واشنطن واهمة بتَهيئته، والوصفة التي يُطبقها دونالد ترامب حماقات تَجسدت في الاعتراف بالقدس عاصمة للصهاينة، وبنقل السفارة لها، وباعتبار الجولان السوري المُحتل جزءاً من الكيان، وغداً ربما بشرعنة ضم الغور والضفة تحت مُسمى يهودا والسامرة.. لاحظوا أن لا شيء يَطغى - بالسياسات، بالانتخابات، قبلها وبعدها - إلا العنصرية التي بدأت تأكل الجيل الثاني، وتتآكل من الداخل، ولا تدري ما يَنتظرها من الخارج!.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 12371
القراءات: 1652
القراءات: 1306
القراءات: 1474
القراءات: 1426
القراءات: 1250
القراءات: 1486
القراءات: 1358
القراءات: 1470
القراءات: 1556
القراءات: 1563
القراءات: 1629
القراءات: 1899
القراءات: 1272
القراءات: 1347
القراءات: 1291
القراءات: 1664
القراءات: 1477
القراءات: 1431
القراءات: 1513
القراءات: 1469
القراءات: 1494
القراءات: 1466
القراءات: 1778
القراءات: 1478
القراءات: 1355

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية