فقبل أربعين عاماً واجه الجيش العربي السوري العدو الصهيوني في الجولان في حرب مباشرة فيما كان جيش مصر العربية يواجه العدو ذاته في سيناء وقناة السويس، كما أن قوات عربية من المغرب والجزائر والسعودية كانت تسهم بدور فاعل على كلتا الجبهتين في ظل توافق وتضامن وتعاون عربي دفع إلى قرار عربي بوقف تصدير النفط إلى الغرب.
تلك أيام مضت، ومضى معها كثير من عوامل التضامن والتوافق والتعاون والاتفاق ما بين الدول والحكومات العربية لندخل في مرحلة تخالف وتعاكس تماماً حال أيام تشرين التحريرية فانقلبت المواقف، وتخلت الحكومات عن واجبها المقدس في مواجهة المشروع الصهيوني الاستيطاني وامتداداته ولم تعد القضية الفلسطينية قضية تلك الحكومات بعد أن كان الالتزام بالقضية الفلسطينية المحدد الأساس لشرعية كل الحكومات بما فيها الحكومات ذات الأنظمة الوراثية من ملكية وإماراتية وغيرهما، وتحولت برامجها لتتوافق مع أهداف المشروع الصهيوني ومراميه في تمزيق وإضعاف البلاد العربية، وصولاً إلى التآمر عليها والمشاركة في العدوان، وكان ذلك واضحاً متجلياً في الحرب العدوانية على لبنان عام 2006 والعدوان على غزة نهاية عام 2008 ودعم التهديد بالعدوان الأميركي على سورية في الوقت الحالي، إضافة دعم المجموعات الإرهابية والمتطرفة في سورية وغيرها من دول «الربيع العربي» المزعوم..
واليوم يتابع الجيش العربي السوري مهمته في التصدي للمشروع الاستعماري الصهيوني بطرائق وأساليب مختلفة، فالمجموعات الإرهابية من جبهة النصرة ودولة إسلامية في العراق والشام وغيرهما من تنظيمات القاعدة تنفذ بدقة وأمانة مطالب الصهيونية، وتعمل على تحقيق أهدافها ويقع في الفخ نفسه مجموعات مقاتلة مسلحة أخرى مما يسمى جيش حر وكتائب وألوية مقاتلة بعلم أو بجهل تحت ضغط التضليل في تنفيذ الأهداف نفسها، الأمر الذي يعني أن جميع المسلحين في سورية يتحولون إلى أدوات صهيونية سواء كانوا يعلمون ذلك أم يجهلونه وهو ما يفسر معنى المهمة المقدسة التي تقوم بها قواتنا المسلحة، بل تزيد مهمتها من خلال مواجهتها لإرهاب عالمي يمكن أن يطول بتخريبه كل دول العالم، بما فيها تلك الدول التي تدعمه وتموله، وتمده بالمال والسلاح.
تحية إلى جيشنا الباسل في الذكرى الأربعين لانتصاره العظيم، والمجد والخلود لشهدائه الأبرار وهم يتابعون دورهم المقدس في الذود عن الوطن وكرامته وسيادته.